في الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، لا بد من الابتعاد عن لغة السرد التاريخي المعتقة في أطلال الذكريات الوطنية للقضية الفلسطينية ، حتى نتجاوز لغة الحروف الدالة على الشيء المعروف والمألوف ، لكي نترك مساحة أخرى للغة قد تكون عند البعض خارجة عن المألوف ، ولكنها في الحقيقة هي لغة الحروف الفلسطينية ذات النقاط الوطنية في ظل ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، التي استطاعت أن ترسم على خارطة العالم حكاية شعب محتل يناضل من أجل قضية وهوية ودولة وحرية.
في ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لا بد من الجميع الاستماع والانصياع لصوت الشعب الفلسطيني الواحد الموحد في ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، حتى يكون الاحتفال في العام القادم بذكرى تأسيس منظمة التحرير ذات مذاق وطني مختلف ، عنوانه أن الكل في حضرة الذنب الوطني مُقر ومعترف أن الانقسام وسنوات عمره الطوال ، قد كان سبب ضياع القضية وانكسار الروح الفلسطينية في كل لحظة وطنية ، لما سببه الانقسام من قهر وعجز وظلام خيم على كافة ربوع الارض المحتلة فلسطين.
في الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، لا بد صاحب الشأن والقرار مكن تقديم انجازًا معنويًا وماديًا لمنظمة التحرير ، وهذا تكريمًا لها ولسنوات نشأتها عام 1964 ، وهذا يأتي من خلال عدة متطلبات واصدار قرارات ، على رأسها اعادة الأهمية والاعتبار وطنيًا وسياسيًا للمنظمة على المستوى الفلسطيني وعلى الصعيد العربي والدولي ، وهذا مشروط تحقيقه بالنقاط الاتية : اعادة هيكلة وترتيب مؤسسات ودوائر منظمة التحرير وفق اسس اصلاحية ديمقراطية ، واعادة تفعيل حقيقي وواقعي لدور المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني والمجلس التشريعي من خلال الانتخابات وصندوق الاقتراع ، لكي ينسحب ما سبق كله على كافة المؤسسات والهيئات التي بحاجة لتفعيل عبر الانتخابات، ومن ثم انطلاق الكل الفلسطيني نحو بناء نظام سياسي جديد عنوانه الوطني ومظلته السياسية منظمة التحرير.
في الذكرى السنوية التاسعة والخمسين كلمتنا لكافة الفصائل والتنظيمات والأحزاب المنطوية تحت مظلة منظمة التحرير أن تلتزم و تستقيم في نهجها السياسي والوطني من أجل القضية وفلسطين ، وأن تكون ذات مشروع وطني ملتزم وسليم في كافة المواقف والظروف ،من أجل القدرة على الانصاف الداعم لتطلعات شعبنا نحو استعادة الوحدة ولم الشمل وترتيب الصفوف.
في الذكرى السنوية التاسعة والخمسين كلمتنا لكافة الفصائل والتنظيمات والأحزاب الخارج اطار منظمة التحرير، عليكم اطلاق العنان الوطني للتفكير والتغيير، ضمن نطاق مسؤولية الضمير القادر على ايجابية العمل والتأثير، تحت اطار منظمة التحرير، لكي نفرح جميعًا في استعادة البصر والمصير للمولود الفلسطيني الضرير.
كلمتنا للسيد الرئيس محمود عباس ، في ذكرى تأسيس منظمة التحرير، أيها الرئيس لا خلاف ولا اختلاف على شخصكم الكريم ، ولكن الاختلاف على السياسات والقرارات ، التي أطاحت بطموحات وتطلعات شعبنا والتي للأسف الوطني هي كثيرة ، والاختلاف على المماطلة والتأجيل لقرارات ديمقراطية ودستورية ليست بالأصل لتعطيل ، ولا مانع في أن تكن رِئيسًا، ولكن منتخبًا عبر الديمقراطية وصندوق الانتخابات ، لهذا أيها السيد الرئيس يقع على عاتقك الكثير من المسؤوليات ومن ضمن الأولويات انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وترتيب منظمة التحرير الفلسطينية بكافة دوائرها ومؤسساتها وفق أسس ديمقراطية ، وتفعيل لجنة الانتخابات بصورة عاجلة لتصويب مسار الديمقراطية وتعزيز الحريات عبر صندوق الانتخابات ، والأهم والأكثر أهمية السيد الرئيس عليك النظر بعين الاعتبار والقصوى ذات الأهمية لحركتنا الرائدة " فتح" عبر استعادة وحدتها التنظيمية ولم الشمل العاجل والسريع لكافة الشخصيات الفتحاوية ولكل الأطر التنظيمية الحركية.