غزة: حيا القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي ماجد أبو شمالة، بمناسبة ذكرى النكسة الأليمة شهدائنا وجرحانا وأسرانا ومناضلين شعبنا الذين أفنوا أعمارهم دفاعاً عن قضية أمنوا بها وكرسوا حياتهم لها.
وقال أبو شمالة في تصريح صحفي، أن هذه القضية هي الأنبل في تاريخنا المعاصر، حيث يقف شعبنا بسواعده العارية جدار صد يدافع عن الأمة العربية والإسلامية، ويتصدى لأبشع احتلال عرفه التاريخ، رافضاً الانحناء والخضوع رغم كل الجبروت والإجرام الذي يتعرض له في محاولات فاشلة لاقتلاعه من أرضه، وأمته، وطمس هويته ووجوده.
وأضاف أبو شمالة، انه على الرغم من رائحة الألم التي تطل علينا بمرور شبح هذه الذكرى الموجعة في تاريخ أمتنا وشعبنا الفلسطيني، الذي فقد قطع عزيزة عليه من وطنه وعلى رأسها مدينة القدس ومقدساتها الأقصى والقيامة، إلا أنها أيضاً تذكرنا بقوة عزيمة هذا الشعب الذي رفض الانكسار والهزيمة، واتخذها منطلق لإعادة الهيبة والكرامة للامة في حرب الكرامة وانه عندما أراد صنع من المستحيل واقع وحقيقة أذهلت العدو والصديق.
وتابع، انه عندما تحدد الهدف العظيم وتوحد البرنامج تجندت الطاقات والتف حوله الجميع وجاءت النتائج عزة وكرامة، وهذا ما نفتقده هذه الأيام، هو غياب الرؤية والبرنامج المُجمع عليه، وخلفت حالة التفرد في القرار ومحاولة إقصاء الآخر بروز رؤوس عدة تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، بعد أن كان يحكمه ويتحدث باسمه رأس واحد يعبر عن طموحه وآلامه وآماله في حالة من الانسجام والتناغم، وان اختلفت الآراء في حينه على تكتيكات تحقيق الهدف إلا أن الهدف ذاته يحظى بإجماع الكل.
وأكد القيادي أبو شمالة، أن عظمة تضحيات الشعب الفلسطيني عظيم وقادر على صناعة المعجزات، وقهر المستحيل، وقد تحمل ما لا يتحمله احد، إلا انه بحاجة الى قيادة قادرة على تسخير طاقاته وتوحيد قواه المشتتة والمبعثرة وانتشاله من حالة التيه التي يعيشها، الأمر الذي لن يحدث طالما أننا نعيش حالة الانقسام السياسي وفي ظل اختلاف الرؤى و البرامج و التفرد بالقرار ومحاولة السيطرة على مؤسسات الشعب وتفصيلها لخدمة غايات فئوية ضيقة.
وأكمل، واهم من يظن أن شعبنا عاجز أو ضعيف غير قادر على حماية مصالحه ؛ لكنه يعيش حالة من التيه نتيجة لافتقاده لقيادة تؤمن بالأهداف الكبيرة والعظيمة، أظن أننا بحاجة لإعادة تصويب مسار والتفكير ملياً فيما وصلت له قضيتنا الوطنية نتيجة للتمترس خلف برامج ورؤى سياسية عقيمة وغير مجدية ومقنعة لشعبنا قبل غيره ويتعالى عليها الاحتلال ويرفضها قولاً وفعلاً.
واستطرد أبو شمالة، انه بات من الواجب التخلي عن الخيار الواحد والبحث عن خيارات أخرى معاً، كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الحية وإعادة الحياة لمؤسسات الشعب الفلسطيني، التي عُطلت بقصد لتعود مُمثل لكل أبناء هذا الشعب ومصدر لقراراته و رؤيته، ودون ذلك ستبقى سفينة الشعب الفلسطيني مُوحلة لا تقلع ومن يدفع الثمن هم أبناء شعبنا.
وختم أبو شمالة، اننا نعتقد أنه بات من الحتمي علينا العمل على استخلاص العبر والجلوس لتقييم المرحلة السابقة بأكملها، والعمل سريعاً على جمع كلمة الشعب الفلسطيني في مجلس وطني يمثل كل أطيافه، ويخرج ببرنامج سياسي موحد يحتشد خلفه الجميع، وتوحيد كلمة شعبنا في منظمة التحرير، ولكن كمنظمة حية فاعلة على مقاس الشعب الفلسطيني وليس على مقاس الأفراد والأشخاص والغايات الفردية والفئوية الضيقة ،اذا اردنا أن نُعيد الألق والحياة لقضيتنا التي تحتضر رغم الثمن الباهض الذي يدفعه شعبنا يومياً بدماء أبناءه النازفة في الضفة وغزة.