رام الله: أصدر الروائي الفلسطيني كمال صبح، روايته الرابعة والتي تحمل اسم "إيفانوف في إسرائيل"، حيث توثق الرواية رحلة طفل روسي هاجر من موسكو إلى فلسطين، بعد أن توفيت والدته، فتزوج الأب من سيدة يهودية تُدعى "إيستر" والتي تمكنت من إقناع والده على ترك موسكو والرحيل إلى فلسطين.
الرواية هي الإصدار الرابع للكاتب صبح والذي أصدر قبلها ثلاث روايات وهي : أسير الثلج – أرتميس- بداية مؤجلة.
إلا أن هذه الرواية والتي تعد توثيق حقيقي لتلك المجازر التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وبعض المدن العربية، على يد الاحتلال الإسرائيلي، تختلف كثيرًا عن سابقتها وإن كانت تحمل في طياتها المعنى ذاته.
فالكاتب صبح اشتهر بتوثيق التاريخ الأليم لفلسطين وما حل بها نتيجة للمجازر الصهيونية على أرض الوطن، حيث يرى صبح أن السياق التاريخي الحقيقي للرواية يُعد توثيق هام لمراحل تشكيل العصابات الصهيونية وعلاقتها بالانتداب البريطاني على فلسطين.
وقد لاقت الرواية اهتمام كبير من النقاد والأدباء في قطاع غزة، إذ أن الكاتب نجح في تشكيل لوحة تاريخية بأسلوب أدبي راقي وبحبكة درامية تقدم المعلومة دون انتقاص بعيداً عن السرد التاريخي المعهود.
تُشكل الرواية بشخوصها وأحداثها وتنوع الأصوات من داخلها، إضافة مهمة لأدوات شرح تفاصيل ما حدث قبل النكبة وبعدها.
حيث شرحت رواية " إيفانوف في إسرائيل"، والتي استغرقت قرابة العام والنصف في كتابتها، مراحل طفولة وصبا وشباب بطل الرواية الروسي، الذي انضم إلى منظمة البلماح الصهيونية في ظروف اجتماعية ونفسية معقدة.
حيث شهد بطل الرواية، الممارسات الشيطانية للعصابات الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني، من قتل، سرقة وتدمير للقرى العربية المجاورة، كما شهد إيفانوف موجات الهجرة الصهيونية وتواطؤ الانتداب البريطاني معهم.
ليقرر إيفانوف في النهاية، الهروب من الكيبوتس، فيصادف في طريق هروبه فلسطيني هارب من قريته ويسيران معًا حتى يستقرا في حي العجمي في يافا.
وثق الشابان، خلال رحلتهما، كل المجازر التي نفذتها القوات الصهيونية في القرى العربية، إلا أنهما تمكنا من الهروب أخيراً، ليعود إيفانوف بأبنائه إلى قريته في روسيا مرة أخرى.
وبرزت قوة القصة والسرد للأحداث، من خلال شرح الكاتب على لسان بطل روايته خلال رحلة عودته لبلاده، عن الأهوال التي شهدها طيلة حياته، منذ أن كان طفلاً يبكي أمام جسد أمه المسجى، إلى العصابات التي أُجبر على أن يكن فردًا منها، إرضاءً لزوجته، مرورًا بكل المجازر والانتهاكات التي مارستها تلك العصابات الصهيونية بحق العرب.
يُذكر أن رواية الروائي صبح «أسير الثلج»، فازت بجائزة سمير منصور للأدب عام 2021، التي أقيمت الجائزة تحت رعاية المركز الثقافي الفرنسي آنذاك.
وكانت رواية " إيفانوف في إسرائيل"، من إصدار مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع في يونيو 2023، وتقع الرواية في 240 صفحة من القطع المتوسط، ويرى النقاد أن الرواية إضافة جديدة ومميزة للمكتبة الفلسطينية والعربية.