غزة: قبيل عيد الأضحى المبارك، تتجمع عائلة أبو حجر لإعداد كعك العيد التراثي بداخل منزلهم المتواضع، استعداداً لبيعه في المحلات التجارية، شمال قطاع غزة.
تقول شيرين أبو خاطر "أم حسن"، إنها تصنع وعائلتها الكعك التقليدي على مدار العام، لكن ذروة العمل تكون في الأعياد لكثرة الطلب عليه من قبل الزبائن، لذلك يعتبر عيد الأضحى موسم رزق لهم.
وأضافت أم حسن، 45 عاماً، أن جميع أفراد عائلتها يشاركون في إعداد الكعك، فتتقسم المهام عليهم، ليبدأ أحدهم بتقطيع العجين، والآخر بتجهيز العجوة، لتصل إلى الشخص الثالث الذي يجهز الحشوة بداخل العجين، ثم تدوير الكعك استعداداً لخبزه.
وأشارت إلى أن الاقبال على شراء الكعك كبير جداً في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، لكونه من أهم طقوس الضيافة في العيد المذكور والفطر.
وأوضحت أم حسن أن الكعك من التراث الفلسطيني وأجواء اعداده مرتبطة بأجواء العيد، فأغلب الشوارع تنبعث منها روائح الكعك في هذه الأيام.
وذكرت أن الكعك يحتاج إلى تحضيرات مسبقة، ويستغرق يومان ليصبح جاهزاً للبيع، مشيرة إلى أن العجينة يجب تحضيرها قبل يوم من العمل بها لاحتوائها على السميد.
واستدركت أم حسن "جميع أفراد العائلة يعملون في صناعة الكعك، زوجي وأبنائي وبناتي، فهذه الأجواء العائلية تمثل لنا السعادة والرزق".
وأكملت أنه بالرغم من الجهد والوقت الذي يستغرقونه لإعداد الكعك، إلا أن الأسعار في متناول الجميع لمراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة بقطاع غزة، فسعر الكيلو بـ 15 شيكل.
وبابتسامة جميلة تطرقت أم حسن إلى مذاق الكعك الذي تصنعه بقولها "الاقبال كبير على شراء الكعك، لأن طعمه مميز، فالنكهات المضافة جميعها تقليدية، وتضاف بمعايير محددة ليكون هشاً ومذاقه محبب للكبار والصغار".
وأطلقت اسم "أم حسن" على الكعك الذي تصنعه، لتشير إلى تميز كعك الأمهات لكونهم ينقلون ذات الطعم من الجيل للآخر على مدار السنوات.
ومن جانبه يقول زوجها، أحمد أبو حجر، 55 عاماً، إن الطلبات على الكعك والمعمول تكون في ازدياد قبيل عيد الأضحى المبارك.
وأضاف أبو حجر "لا يخلى أي منزل فلسطيني من الكعك والمعمول صباح العيد، لكونه من العادات التي توارثها الأجيال على مدار السنوات".
وبدأت عائلة أبو حجر في مهنة صناعة الكعك منذ عامين، ويستمر عملهم على مدار العام، باختلاف الطلبات والحلويات التي يتم اعدادها وبيعها.
وبين أن في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، تتعدى طلبات الكعك والمعمول اليومية أكثر من 20 كيلو، وقد تصل إلى 50 كيلو، لذلك يعتبر من أهم مواسم العمل والرزق.
وذكر أن منتجات الكعك والمعمول يتم تسويقها من خلال المحلات التجارية، إلى جانب استقبالهم للطلبات بشكل مباشر أيضاً.
وبين أبو حجر أن اعداد الكعك يحتاج إلى تكلفة عالية، لكونه يحتوي على العديد من المكونات مثل الدقيق والسميد والسمنة والعجوة والسمسم وبهارات الكعك مثل الينسون والشومر، والسكر والفانيلا.
وتطمح العائلة أن تفتتح متجراً متخصصاً في بيع الكعك والمعمول، لعرضهم على الزبائن بشكل مباشر واستقبالهم في المحل دون عناء التسويق وانتظار الطلبات عبر الهاتف.