على صفحتها الرسمية كتبت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تعريف عنها كالتالي : (منظمة الأغذية والزراعة هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع، هدفنا هو تحقيق الأمن الغذائي للجميع والتأكد من أن البشر يحصلون بانتظام على ما يكفي من الغذاء عالي الجودة لقيادة حياة نشطة وصحية. مع 195 عضوًا – 194 دولة والاتحاد الأوروبي، تعمل المنظمة في أكثر من 130 دولة حول العالم. ونحن نعتقد أن كل فرد يمكن أن تلعب دورا في إنهاء الجوع).
و اختتمت بالشعار التالي:
“انضموا إلينا في إيجاد عالم خالٍ من الجوع والفقر.”
وعند متابعة أنشطة هذه المنظمة تجد الفرق الشاسع بين هذا التعريف وما يمارس على أرض الواقع ، و في كثير من الازمات الاقتصادية لم نجد دور حقيقي لهذه المنظمة ،خاصة عندما يرتبط الأمر بتضارب المصالح ، وقد كشفت الأزمة الأخيرة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية زيف الشعارات التي تتخذها منظمات دولية عدة ومن ضمنها منظمة الأغذية .
وأصبحت النتيجة الواضحة أن الأمن الغذائي أصبح منعدما ، وبات خطرا يحدق بأرواح الملايين من البشر ، وزادت نسبة الجوعى في العالم حيث اقترب العدد لمليار انسان ينامون جوعى كل ليلة.
إن تأثير صدمة توفر الغداء أصبح ملموسا في كل مكان خاصة بعد الارتفاع الجنوني في الكثير من السلع الأساسية ، والتي يعتمد العالم على استيرادها من روسيا وأوكرانيا .
وسلبية منظمة الغذاء أصبحت واضحة ، حيث أنها لم تتدخل عندما منع الناتو السفن من نقل المواد الغذائية مثل القمح والزيوت من روسيا إلى العالم وتضرر من هذا الاجراء ما يقارب من خمسين دولة محدودة الدخل و تعتمد على القمح الغذاء الأساسي لها من روسيا وأوكرانيا .
موقف منظمة الغذاء التي لم تصدر موقفا مما ارتكبه الناتو من سلوك أدى لزيادة الجوعى في العالم وارتفاع الأسعار الجنونية التي تأثر بها المواطن في وطننا العربي ، وجميعنا تأثر بشكل متفاوت من ارتفاع الأسعار و نقص الكثير من المنتجات الغذائية في السوق.
نتمنى من منظمة الأغذية والزراعة التدخل الحاد لضمان وصول الأغذية والسماد لكل دول العالم، خاصة الدول النامية بغض النظر عن دول المنشأ لهذه المنتجات ، ورفع قيم الإنسان الذي يدفع ثمن نزاعات دولية لا دخل لها بها سوى أنه حي على هذه الأرض .