- مراسلنا: استشهاد مواطنة جراء قصف منزل لعائلة أبو الحصين شرق مدينة رفح
- مراسلنا: شهيد وإصابة حرجة باستهداف مجموعة مواطنين قرب مقر الهلال الأحمر في منطقة خربة العدس شمال رفح
بعد حياة حافلة بالعطاء الديني والأخلاقي رحل جسداً من مدينة غزة مساء يوم الأحد ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ م ، ليلة الاثنتن ليوم التروية لسنة ١٤٤٤ للهجرة ، وبقيت روحه تحلق في. سماء فلسطين و مازال صدى صوته يرن في أروقة مسجد عثمان بن عفان في حي الشجاعية ومساجد قطاع غزة كافة.
كان إمام مسجد وخطيب جمعة، ومتجولا ومفتيا متمكنا في الإفتاء الديني.
ولد الشيخ رمضان سالم الشاعر في حي الشجاعية بمدينة غزة في 4 حزيران/ يونيو 1931م، فقد بصره وهو في عمر سبع سنوات بعد إصابته بمرض (الرمد)، وأصبح كفيفاً، وبدأ مرحلة جديدة من حياته فيها المعاناة والكد، فليس بالأمر الهين أن يتحول المرء المبصر إلى كفيف، ولاسيما بعد فقد بصره الذي يعتبر عنصراً هاماً في القراءة والكتابة والتحرك. والانتقال لأي إنسان، فالتحق بكتّاب "سليمان أبو عجوة" بحي الشجاعية، ثم درس في مدرسة الفلاح الإسلامية الوطنية.
يمم الشاعر وجهه شطر الأزهر الشريف في مصر في 30 أيلول/ سبتمبر 1950م، وجدَّ في تحصيل العلوم على يد العلماء الأجلاء أمثال: الشيخ جاد الرب رمضان، والشيخ إبراهيم الشهاوي، والشيخ محمد المدني، والشيخ أبو العينين شعيشع،. وأضرابهم، وكان من زملائه في الدراسة بالأزهر الشريف: (الشيخ عبد الكريم الكحلوت، والشيخ محمد قوصة، والشيخ عبد الكريم سليم الضاش، والشيخ عبد الكريم المشهدي، والأستاذ محمد محمود عوض الله، والأستاذ فايز الزهري، الشيخ حسين السوسي)، وأمضى شيخنا حياته الدراسية في الأزهر سبع سنوات، حتى نال الشهادة العالية في الشريعة عام 1957م، وأحرز قصب السبق.
ثم رجع إلى غزة، وعين إماماً وخطيباً لمسجد الكنز في الرمال، ثم انتقل إلى جامع ابن عثمان بحي الشجاعية، وهو أكبر جامع في هذا الحي، واستمر فيه خمسين عاماً، وكانت خطبه دينية اجتماعية ، تحث الناس على المحبة والتعاون والمآخاة.
وعين الشاعر عام 1971م مدرساً بالمعهد الديني في الأزهر بغزة لمـدة 29 سنة، وفي نفس الوقت عين مدرساً بالجامعة الإسلامية بغزة لفترة قصيرة.
رحل فضيلة الشيخ رمضان الشاعرو ترك غصة في قلوب من عرفه أذكر قوله: "يا معشر المسلمين : اتقوا رَبكم وتأهبوا لحسابِكم وعَرضِكم علي ربِكم واعلموا أن شمسَ الاسلامِ منذ أن اشرقتْ وهي تضئ لنا سواء الطريق ، فرحم الله أمراءً استضاؤوا بنورها وأرشدوا الناسَ إلى ضوئها".
هو حكاياتُ وطنِِ فارسُ الكلمةِ الإسلامية ، وترك لنا كلماتِه في القرآن والسنة النبوية والمذاهب الإسلامية تنوب عنه ، لكي تكمل مشواره الإرشادي في فلسطين، وكيف لا وهو أكبر علمائنا وأقدمهم في الخطابة والوعظ ، وقد تميز رحمه الله بالوسطية للعلوم الشرعية فهماً وتعليماً وسلوكاً ، ويعد شيخنا حامل لواء التيسير بلا تضييع لجوهر التشريع الإسلامي وجوهره ، بعيداً عن التشديد والتطرف.
لروحك السلام يا شيخنا الفاضل رمضان الشاعر "أبوهاني" ، إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي.