اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024م
عاجل
  • مراسلنا: 3 شهداء وإصابات نتيجة استهداف الطيران المسير لمجموعة من المواطنين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة
تطورات اليوم الـ 406 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: 3 شهداء وإصابات نتيجة استهداف الطيران المسير لمجموعة من المواطنين في حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية الدفاع المدني: الاحتلال يعطل عمل طواقمنا بشمال غزة لليوم الــ24 على التواليالكوفية حملة دهم واعتقالات تطال 6 مواطنين في الضفةالكوفية جيش الاحتلال: مصرع 192 ضابطا منذ بدء الحربالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً في بلوك 12 بمخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة اليامون غرب جنينالكوفية شهيدة طفلة ومصابون جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين بالزوايدة وسط قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 406 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين بجوار برج فيصل بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزةالكوفية فيديو | شهيدان بينهم سيدة جراء قصف الاحتلال شقة سكنية بدير البلحالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال شقة سكنية قرب كلية فلسطين التقنية بدير البلح وسط قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال لأرض تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية مراسلنا: طائرات كواد كابتر تحلق فوق مستشفى شهداء الأقصىالكوفية قوات الاحتلال تداهم منزل الأسير هادي ذياب في حي جعيدي بمدينة قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تنسف مبانٍ سكنية في منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة*الكوفية قوات الاحتلال تداهم منزل عائلة كساب في بلدة بلاطة البلد شرقي نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلاطة البلد شرق نابلسالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 54الكوفية

جنين وكلمتا سر الحكومة الإسرائيلية!

10:10 - 08 يوليو - 2023
أكرم عطا الله
الكوفية:

لكل مؤسسة سياسية بصمتها الخاصة وعقدتها ودوافعها ومحركاتها، وهي خليط من المصالح والقناعات والهواجس التي تغذيها تقارير الأمن التي يرتفع فيها عادة منسوب الأدرينالين ولا يمكن دوما تفسير القرارات بنموذجية، فقد كشف كثير من المذكرات ما يكفي من الفضائح لكن بعد فوات الأوان بعد أن أسدل الستار على حقب تاريخية كانت عالية الكلفة.
حكومة إسرائيل الأخيرة ربما أراحت المحللين والمتابعين من البحث عن كلمة السر فيها، فهي شديدة الوضوح لا تناور ولا تخفي قراراتها خلف حملات العلاقات العامة كما يفعل الكثير من الحكومات.
وحين ينبغي معرفة محركات هذه الحكومة لا بد من رصد مسألتين هما الأبرز في دوافعها وتقف خلف معظم قراراتها إن لم يكن جميعها.
الأولى هي القوة الهائلة التي تمتع بها بتسلئيل سموتريتش بعد نتائج الانتخابات وخصوصية الائتلاف الحكومي وبرنامجه الذي أعلن العام 2018، لذلك قاتل من أجل الحصول على ثلث وزارة الدفاع ليتولى المسؤولية المدنية عن الضفة الغربية، وفي هذا ما يشي بضم بشكل مباشر بما يتوافق مع فكره السياسي باعتبارها «أرض التوراة «وأن الفلسطينيين غرباء فيها.
أما المسألة الثانية التي تقف خلف القرارات فهي الملاحقات القضائية لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والذي يفعل كل شيء من أجل استمرار هذه الحكومة، وحينها يصبح سموتريتش وبرنامجه في الائتلاف هو السياسة الأكثر اعتماداً بصرف النظر عن التكلفة السياسية والعلاقات الدولية التي ينظر لها رئيس حزب الصهيونية الدينية بازدراء شديد مكملا طريقه غير آبه بالصوت الخافت المنبعث من العواصم الكبرى، بما فيها واشنطن التي ترتفع شكواها المستضعفة من الاستيطان.
وفي قرارات الحكومة تفوح رائحة الملاحقات القضائية لنتنياهو سواء الداخلية الإسرائيلية أو العسكرية أو السياسية وقد بلغت حدا بات يجر إسرائيل الداخل والمنطقة نحو زوايا مظلمة ودامية وبضمنها قرار الهجوم على جنين وهي ما سماها الصحافي أوري مسغاف في جريدة هآرتس ساخرا بـ «عملية حارس مطار بن غوريون» أي أنها نفذت بالدرجة الأولى ضد المتظاهرين على طريق المطار ولصناعة سحب من الدخان للتغطية على شهادة المليونير ميلشين في برايتون ضد نتنياهو في محكمة الفساد مقترحا اسما آخر مثلا «جرف برايتون» وهي المدينة البريطانية الجنوبية التي قدم فيها ميلشين شهادته مستعيرا الاسم من عملية «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل عام 2014 على غزة.
لم ينشر الجيش الإسرائيلي صوراً لترسانات الأسلحة التي تحدث عنها. كل ما صدر صورة حفر في مسجد ليس أكثر، ولم يستعرض قتل المطلوبين ولا اعتقالهم ولا تنظيف المخيم بما لا يتناسب مع  الحملة الإعلامية التي صاحبت العملية بدءا من الحديث عن احتياطات السرية المطلقة من خلف الكابينيت خوفا من التسريب وصولا للصورة النهائية التي يلتقطها نتنياهو قرب ميدان المعركة.
لكن كل ما يحدث لا يتعارض مع الفكر السياسي لأعضاء الحكومة الذين يتوزعون ما بين قومي وديني يجمع كلاهما على ضم الضفة الغربية، وأبرزهم نتنياهو الذي كشف عن حلمه قبل أكثر من ثلاث سنوات من خلال صفقة القرن التي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليتكفل بالإعلان عنها، ولكن ارتباطا بمتغيرات الواقع طرأ تطور مهم يجب التوقف أمامه بعمق.
هذا التطور تجسد بتصريح نتنياهو الذي يمثل تراجعا حتى عن صفقة القرن بأن «على الفلسطينيين نسيان فكرة الدولة الفلسطينية ....وأن بقاء السلطة ضروري ولا نريد إضعافها». طبعا وبالتأكيد فإن سلوك إسرائيل في الضفة يؤدي لإضعاف السلطة لتنتهي من تلقاء نفسها بالتدريج وليس بضربة واحدة تترك بصمة إسرائيلية أمام العالم الذي لا يزال يرى في السلطة مكونا من مكونات الاستقرار.
لكن ذلك يجب أن يضيء الأضواء الحمر لدى السلطة كمؤسسة بات يرسم لها الإسرائيلي دورا وظيفيا يتعارض مع دورها الوطني وحاجة الفلسطينيين لها، وهو الدور الوظيفي الذي قاتله الفلسطينيون ومنظمة التحرير في سبعينيات القرن الماضي باعتباره دورا مساندا لاستمرار حكم شعب آخر وذراعا لتخليد الاحتلال.
هذا التطور يضع السلطة الفلسطينية في مأزق شديد الوضوح حيث بدت بين خيارين أحلاهما مر فإما أن تنتهي وتنحل ويسهل حينها ضم الضفة أو تستمر بمهمة تفرضها الضرورة الإسرائيلية. وفي كلا الخيارين ما يعكس الأزمة الفلسطينية المتدحرجة التي تصل إلى لحظة حرجة تنغلق أمامها الخيارات من سلطة تفاوض بجدية في سنواتها الأولى على الحل وإقامة الدولة إلى سلطة تفاوض بيأس وتقوم بتحمل مسؤولية السكان انزلاقا لسلطة تؤدي دورا وظيفيا إداريا دون أي مضمون سياسي أو أمل سياسي يشيع جثمانه تصريح نتنياهو وواقع الحكومة الإسرائيلية.
وما حدث مع حركة فتح يحدث مع حركة حماس مع فرادة كل منطقة وخصوصيتها وأيضا وفقا للمشروع الإسرائيلي، فقد تسلمت الأخيرة حكم السكان في غزة لتتكفل بالقيام بالدور الإداري مستحيل النجاح في ظل تحكم الاحتلال بالمصادر والمعابر لتبدو الحالة الفلسطينية تنزلق وباتت تخضع بكليتها لابتزاز المقايضة باتجاهات خارج مسار العلاقة بين الاحتلال وشعب محتل، وباتت تدور في مدار آخر في غلاف الاحتلال وهو ما لا يتناسب مع مشروع التحرر الوطني، وحين تنغلق الخيارات ويتبدى المأزق بهذا القدر لا بد من تفكير مختلف.


جريدة الأيام

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق