ردا على الناطق بلسان الأجهزة الأمنية لواء "طلال دويكات" والمعتقلين السياسيين "الجنائيين" حسب وصفه.
قدر لي أن أرافق الأستاذ الراحل شفيق الحوت، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، في زيارة إلى مفتي صور علي الأمين عام ١٩٨٩.
الأستاذ الراحل شفيق الحوت أخبرني قبل وصولنا دارة المفتي بأن المفتي كان أحد طلابه في الجامعة على ما أذكر.
وصلنا عصرا لدارة المفتي، استقبلنا وكان للمفتي موقف من عودة منظمة التحرير إلى لبنان بعد خروجها عام ١٩٨٢.
الراحل شفيق الحوت غني عن التعريف بالجرأة الإعلامية، والحنكة السياسية حيث أنه "لم يحط واطي للمفتي" من خلال السجال السياسي بينهما.
أثناء العودة، تطرق الراحل الحوت، لموضوع الاعتقال السياسي من قبل رئيس فرع الاستطلاع في الجيش العربي السوري العميد غازي كنعان، وكان هذا الاعتقال قد طال الدمث خلقا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأخ صلاح صلاح،
زار الراحل الحوت كنعان في مقر قيادة في أوتيل بروفاج "مسلخ بروفاج" الرملة البيضاء" للتوسط عله يستطيع الإفراج عن الأخ صلاح صلاح.
علم الحوت، أن صلاح صلاح اعتقل على ذمة وزير الخارجية السوري "عبد الحليم خدام"
"خدام، كان عمليا بمثابة نائب الرئيس الراحل حافظ الأسد، ونائب رئيس الوزراء"
في اليوم التالي، ذهب الأستاذ شفيق لزيارة سفير الاتحاد السوفياتي السابق في بيروت "سولداتوف" للتوسط مع خدام للإفراج عن الأخ صلاح.
"سولداتوف" اتصل مع السفير السوفياتي في دمشق الذي اتصل فورا بخدام ليأتيه الرد من خدام بأن صلاح صلاح، معتقل جنائي، وليس بمعتقل سياسي.
احتج السفير السوفياتي من رد خدام الفج والمتعجرف.
الأهم من هذا وذاك،
بعد سنوات وخلال الحرب الظالمة على سوريا "عَصْفَرَ" خدام مع أمريكا وهرب لباريس حيث قضى هناك في قصر الحريري، واتهم العميد كنعان، بفرض أتاوات على التجار اللبنانيين، والسوريين، أثناء قيادته لفرع الاستطلاع، وقبل أن يُساق إلى الأمن العسكري، أنهى حياته بأن أقدم على الانتحار.
وغالبا ما تكون هكذا نهاية الظلم والظالمين.
واللبيب من الإشارة يفهم.
فهل نتعظ؟!
أتمنى أن يصل هذا المقال لأبي مازن، أو للأخ محمود العالول.
والله من وراء القصد.