ذكرى ثورة 23 يوليو، ذكرى الثورة التي رسمت بسواعد الأبطال من الضباط الأحرار طريق العدالة الانسانية للتحرر من براثن العبودية والخلاص من الاقطاعية الاجتماعية المتعفنة، والانعتاق من جميع الأفكار المشوهة التي احتلت شعوب أمتنا العربية البعيدة بمحتواها عن الهدف والمضمون للرؤية العربية الموحدة ذات البعد القومي، التي تتطلع على الدوام إلى لم شمل شعوب الأمة في مصير مشترك وعلى قلب رجل واحد.
ذكرى ثورة 23 يوليو، ذكرى الاحتفاظ بالذاكرة الوطنية العربية الجامعة الموحدة التي أرست قواعدها ثورة 23 يوليو بقيادة زعيم الأمة الخالد جمال عبد الناصر، الذي أدرك الواقع العربي مبكراً بكل معطياته، وتهديد قوى الاستعمار العالمية وأجنداتها الخاصة المتنفذة لهذا الواقع، ومحاولة السيطرة عليه بكافة الطرق وشتى الوسائل حتى يبقى الواقع العربي يرزح في مستنقع الخلافات والنزاعات والحروب من منطلق ” فرق تسد”.
استطاعت مصر العروبة أن تكون القادرة دوماً على التقدم والاستمرار والنهوض بواقعها رغم سيل الأزمات ووابل المؤامرات التي تحاك ضدها جهاراً نهاراً من خفافيش الظلام، التي انكسرت محاولاتها الفاشلة على صخرة صمود وثبات الشعب المصري الحر المؤمن بحتمية النصر المؤكد لوطنه ولقضايا عروبته طال الزمن أم قصر.
ما لا شك به تواجه مصر العروبة اليوم بعضاً من المنغصات التي لا وزن لها ولا قيمة من دول وأجندات تحاول أن تبني لها شأناً على أنقاض تاريخها المشوه، من خلال سياسات مجمل عنوانها اثارة النزاعات والخلافات والنعرات وكيد المؤامرات من خلال تفعيل أدوات الارهاب، لتبقى مصر رهينة الدفاع عن نفسها ومحيطها فقط، وتقويض قدرتها للالتفات لقضايا الأمة المعاصرة، وخصوصاً قضيتنا الفلسطينية، وايمان مصر الشقيقة الوثيق بعدالتها على طريق الحرية والاستقلال.
في ذكرى ثورة 23 يوليو، ستبقى مصر الأجدر والأقدر والأقوى على الصمود والاستنهاض لمكونات شعبها الحر الأصيل على الدوام ، وستثبت من جديد للقاصي والداني في قادم الأيام ، أن مصر السد العالي المنيع في وجه كل عدو جبان ووضيع ، وستبقى مصر كما عهدناها على العهد والوعد في صدق الانتماء والوفاء لقضايا الأمة جمعاء، لأن مصر الحضن الدافئ في السراء والضراء ، وأم الدنيا ومهد الحضارات ومنبع الثقافات والعنوان الأهم في رسم السياسات والمعادلات ،وفي ذكرى ثورة 23 يوليو ستبقى مصر العنوان وصمام الأمان للقضية والأمة العربية، وعاشت مصر حرة عربية.