رئيس الاحتلال الأسبق شمعون بيرس قبل موته قال: "ربما لا تعيش إسرائيل أكثر من العشر سنوات القادمة"، "إسرائيل" ومنذ انتخاباتها الأخيرة التي جرت مطلع نوفمبر 2022، نتنياهو وحكومته المتطرفة تقود "اسرائيل" لحالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، ومع مرور الوقت تتسع مساحة الخلافات الداخلية لتصل حدود العصيان ورفض خدمة الاحتياط من قِبل أفراد الجيش "الإسرائيلي"، مع انضمام شرائح متعددة من مؤسسة الجيش "الاسرائيلي" لحالة الرفض تلك، ثم خروج رافضين لسياسة نتنياهو مشياً على الأقدام من مدينة تل ابيب الى القدس بمسافة تّقدر ب 66 كم، وقمع المتظاهرين واعتقالهم توحي بأن القادم أسوأ، وذلك مع اعلان الهستدروت (أكبر نقابة عُماليّة في "إسرائيل") تعلن دخولها في اضراب شامل قد يصيب مرافق الحياة في مقتل داخل "إسرائيل"، كل ذلك يقابله نتنياهو بإصرار نحو السير قدما في مسيرة "الإصلاح القضائي"، والتي من شأنها حسب مراقبين "اسرائيليين" تعزيز دور مبدأ الديكتاتورية التي نجح نتنياهو بترسيخها منذ سنوات حيث نجح فـي تفكيـك حـزب "يمينـا" برئاسـة نفتالـي بينت الذي شغل آنذاك رئيس الحكومة بالتناوب مع لبيد ، ونجح أيضا بترتيب الأحزاب داخل معسكره لصالحه مما منع حدوث أي انقسامات بينهما، ثم نجح برأب الصدع الحاصل بين سموتريتش وبن غفير فأصلح بينهما قبيل اجراء الانتخابات الأخيرة.
- من جانب آخر لم يجرؤ أحد من قيادات الليكود منافسة نتنياهو على منصب رئاسة الحزب في انتخاباته الداخلية التي سبقت انتخابات الكنيست ال 25، بل على العكس ذهب لمعاقبة "يولي ادلشتاين ويسرائيل كايتس" الذين حاولوا منافسته على رئاسة حزب الليكود، مقابل مكافأته للمخلصين له بمناصب مختلفة مثل " ياريف لفين، وايلي كوهين، ويوآف جالنت، وأمير اوحانا وميري ريغجف".
- اعتقد ان ما تمر به "إسرائيل" من استنزاف سياسي واجتماعي، وما يقابله من تصريحات لقادة سياسيين وأمنيين وعسكريين سابقين، والتي ترى أن نتنياهو يشكل خطراً حقيقياً اتجاه استمرار وتماسك "إسرائيل" ومكوناتها، يذكرنا بطبائعه "نتنياهو" نحو الاستعلاء لذاته، مع تقديم مصالحه الشخصية على مصالح الكيان الممتلئ أصلاً بأزمات داخلية وخارجية، هناك مجموعة من البحوث والدراسات وشخصيات مقربه منه اشاروا أن شخص "نتنياهو" يعشق التسلّط والتسلّق والتلاعب واتقان الخداع بين شركاء السياسة داخل "إسرائيل".
-إذاً حالة الارباك الجارية والتي سببها نتنياهو وحكومته الفاشية ستعمّق الانقسام الداخلي الى درجة غير مسبوقة، وقد تدفع "إسرائيل" للانزلاق نحو حربٍ أهلية، مع الإشارة ان هناك انقسامٌ قائم بين أطراف ليبرالية وأخرى دينية متعصبة، إضافة الى انقسامٍ عميق وقديم بين الأشكناز الغربيين والسفارديم الشرقيين.
وقد يكون المتطرفين الحاكمين هم أحد معاول الهدم واتساع رقعة الخلافات السياسية والاجتماعية، فاليمين المتطرّف يغذّي حالة الانقسام كل يوم منذ قيادته لدفّة الحُكم في "إسرائيل"، وقد يوقع الجميع فيها في حفرة الموت.