للمرة الثانية خلال أسبوع، تتعرض سوريا لاعتداء همجي، مدروس، مقصود، من قبل قوات المستعمرة، عطل مطار حلب الدولي عن العمل، وجعله خارجا عن الخدمة، على الاقل خلال فترة غير قصيرة، مثلما تعرض مطار النيرب العسكري، لعدوان مماثل، ولاضرار مماثلة.
هدف المستعمرة منع سوريا من استعادة قدراتها العسكرية، بعد استنزاف داخلي استمر سنوات، وحرب بينية في مواجهة فصائل سياسية متطرفة، دمرت وحدة أراضي سوريا وقدراتها، لم تكن تلك الفصائل القتالية المتطرفة، لم تكن بريئة من الارتباط الخارجي المعادي، بهدف إضعاف سوريا وجعلها مهلهلة غير قادرة على حماية سيادتها ومؤسساتها وحدودها، كما حصل هذا الأسبوع لمطاري حلب والنيرب.
إسقاط أنظمة الرؤساء الراحلين: 1- صدام حسين، 2- معمر القذافي، 3- علي عبدالله صالح، وما حصل في: 4- السودان، ومن قبلهم ما حصل في 5- الصومال الذي وقع في دائرة النسيان العربي، وليس انتهاء بإنقلاب «الحسم العسكري» لحركة حماس في قطاع غزة، تحكمه منفردة، لم تكن كل هذه الانقلابات والتحولات والاسقاطات، التي تمت تحت شعارات وطنية، قومية، دينية، بريئة من تخطيط وبرمجات إسرائيلية أميركية أوروبية، سواء كانت الأفعال واعية بالارتباط المعادي، أو جاهلة ضيقة الأفق وعدم إدراكها أن أفعالها «الثورية» أو «الانقلابية» أو «الديمقراطية» أو «الجهادية»، تم توظيفها لصالح تدمير بلادها: العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، فلسطين، وإلا ما معنى الاتفاقات الأمنية مع المستعمرة، واللقاء في روما بين وزير خارجية المستعمرة إيلي كوهين مع الوزيرة المقالة الليبية، واللقاءات المماثلة العلنية وغير العلنية مع قيادات وأجهزة المستعمرة.
نختلف مع سياسات النظام السوري، أو مع بعضها، ولكننا لا نستطيع إلا أن نكون مع سوريا، مع وحدة أراضيها، مع شعبها، مع خيارات نظامها، طالما أن الأذى الذي مسها، والخراب الذي دمرها، وغياب الأمن الذي يعصف بها، يعود علينا بالقلق وعدم الاستقرار، ولذلك نقف مع سوريا، حماية لأمننا الوطني الذي يتعرض يومياً للتطاول والاعتداء من قبل عصابات التهريب، لأسباب ودوافع سياسية أو أمنية أو تجارية مالية، عبر عمليات تهريب المخدرات والمتفجرات، كانت تتم عبر البر والحدود الأردنية السورية، وتحولت إلى عمل متطور عبر طائرات مسيرة، يتصدى لها جيشنا العربي الأردني، وقواتنا المسلحة، وحراس الحدود وأجهزتها، بوعي ويقظة وقدرة فنية، محبطة لأغلبية محاولات التهريب، إن لم تكن لجميعها.
نقف مع سوريا أولا لنتحاشى الأذى الذي يأتينا من حدودها، عبر عصابات التهريب المنظمة، وثانياً لأن واجبنا الوطني والقومي والسياسي يفرض علينا أن نكون معها في الخندق الداعم لها، ولن نكون في كل الأحوال في الخندق المتصادم بها.
شعب سوريا، شعبنا، وشعبانا الأردني والسوري امتداد لبعضنا البعض، والمبادرات الأردنية، العربية، التي نجحت مع باقي الأشقاء العرب، نحو عودة سوريا لحضنها العربي الطبيعي والسوي، كما كانت، وكما يجب أن تكون.
من جهتها مطالبة الدولة والجيش والأجهزة في سوريا أن تكون معنا لإنهاء حالة الأذى التي يتعرض لها أمننا الأردني، من عصابات التهريب الكامنة في مساماتها وتتسلل إلينا عبر حدودها.