رام الله: قال نادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الثلاثاء، إنّ سلطات الاحتلال صعّدت منذ مطلع العام الجاري من اعتقال الجرحى، سواء من أطلق عليهم النار خلال عملية اعتقالهم، أو قبل الاعتقال، حيث بلغ عدد الجرحى الذين تعرضوا للاعتقال نحو (60) جريحًا بينهم أطفال ونساء وجرحى سابقون، وهذه الأعداد أعلى مقارنة مع أعداد الجرحى خلال العام الماضي.
وأوضح نادي الأسير، أنّ الاحتلال نفّذ بحقّ الجرحى عمليات تنكيل ممنهجة، بما في ذلك عمليات الاعتداء عليهم أثناء اعتقالهم، دون أدنى مراعاة لأوضاعهم الصحيّة، بل وحوّل إصاباتهم، إلى أداة للتنكيل بهم عبر ممارسة جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وتعمدوا الاستمرار في تقييدهم خلال لحظات الاعتقال الأولى، وحتّى بعد نقلهم إلى المستشفيات، كما تعرّض غالبيتهم للتّحقيق وهم مقيدون داخل المستشفيات، عدا عن أوامر المنع من لقاء المحامي التي صدرت بحقّ جزء منهم.
وتركزت أعداد الجرحى في جنين، التي تشهد تصاعدا كبيرا في الحالة النضالية ضد الاحتلال، وكان من بين هذه الحالات، حالة المعتقل ورد شريم (23 عامًا) من جنين، الذي اعتقله الاحتلال في الرابع من أيلول/ سبتمبر 2023، حيث تعرض لإطلاق النار وأصيب بإصابات خطيرة، وكانت إحدى الإصابات في الشريان الرئيسيّ في ساقه اليسرى، ورغم إصابته الخطيرة تعرض شريم لعملية تنكيل ممنهجة خلال اعتقاله، وذلك من خلال تهديده وشتمه، وتقييده منذ لحظة اعتقاله، وحتى نقله إلى مستشفى (رمبام) الإسرائيليّ، حيث خضع لسلسلة عمليات جراحية منذ تاريخ اعتقاله، وما يزال يقبع في مستشفى (رمبام)، يذكر أن المعتقل شريم هو حفيد الشهيد يوسف صالح شريم، وابن عم الشهيد يوسف شريم الذي ارتقى في شهر آذار/ مارس العام الجاري.
وخلال هذا العام، صعّد الاحتلال من إعادة اعتقال الجرحى السابقين وكان من أبرزهم، الأسير محمد أمين زغير (31 عامًا)، من الخليل، والذي اعتقل في التاسع من أيار / مايو 2023، وهو جريح منذ انتفاضة الأقصى، حيث تعرض في حينه لحروق من الدرجة الأولى أدت إلى تشوهات في كافة أنحاء جسده، وإعاقات في يده وهو بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة ورعاية خاصّة، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقاله واحتجازه في (عيادة سجن الرملة).
ومن بين حالات الجرحى، الأسيرة الجريحة فاطمة شاهين (33 عامًا) من مخيم الدهيشة/ بيت لحم، والتي تعرضت لإطلاق النار خلال اعتقالها في السابع عشر من أبريل/ نيسان 2023، واصيبت بإصابات خطيرة، أدت إلى استئصال إحدى كليتيها، وما تزال تتنقل بواسطة كرسي متحرك حيث احتجزت لفترة في (عيادة سجن الرملة)، ثم جرى نقلها إلى سجن (الدامون) حيث تقبع غالبية الأسيرات، وتحتاج اليوم إلى متابعة صحية حثيثة، علمًا أنها أم لطفلة. يُشار إلى أن الأسيرة شاهين حاصلة على شهادة البكالوريوس في علم الحاسوب، وكانت تعمل قبل اعتقالها في تدريس اللغة الإنجليزية، وكانت من الطالبات المتفوقات.
كما كان من بين الجرحى أطفال، نذكر من بين الأطفال الذين جرى اعتقالهم وإصابتهم، الطفل المقدسي عبد الرحمن عامر الزغل (14 عامًا)، من سلوان/ القدس، حيث تعرض لإصابة برصاصة في الرأس في شهر آب/ أغسطس 2023، أدت إلى تدهور حالته بشكل خطير، وخضع لسلسلة عمليات جراحية، في مستشفى (هداسا) الإسرائيليّ، كما أصيب بشظايا الرصاص في ظهره، وجرى نقله لاحقًا إلى (عيادة سجن الرملة)، ثم جرى الإفراج عنه بعد جهود قانونية، بشروط تمثلت: بإبعاده عن القدس، وتحويله إلى الحبس المنزلي، ودفع كفالة مالية بقيمة 5 آلاف شيقل.
وفي هذا الإطار طالب نادي الأسير، كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، بالسعي لتدخل جاد وحقيقي، للجرائم التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ الأسرى والمعتقلين ومنهم الجرحى، وضمان توفير العلاج اللازم لهم، ووقف جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي يواجهونها في سجون الاحتلال.