- مراسلتنا: صفارات الإنذار تدوي في محيط مصانع أمنية بالجليل الغربي وتحذير من تسلل مسيرات
بعد أن ثبت بكل الدلائل العملية الماثلة أمام شعبنا بأن المصالح الفردية والمصالح الحزبية مقدمة على المصالح الوطنية وان الصراع الدائر في الحالة الفلسطينية ليس صراعا على كيفية مواجهة الإحتلال والتحرر بل هو صراع على السلطة والمصالح ويطيل من عمر الاحتلال وتنفيذ مخططاته وعلى شعبنا خوض هذا الصراع على السلطة والمصالح بطريقة وتيار أقوى من الحزبين الكبيرين لإحداث التوازن وتصحيح البوصلة لأن نجاح شعبنا في الحصول على حقوقه ومصالحه بالتوازي مع السلطتين سيوصلنا للطريق الصحيح للتحرر، فلا تحرر وهناك ظلم اجتماعي وبطش بالحقوق في كل المجالات من جانب الحزبين المنقسمين على مصالح السلطة والوظائف والمال السياسي وليس حقا هو على تحرير فلسطين واقامة دولة كما يدعي الحزبين وتلك كذبة طويلة الأمد ظلمت قطاع واسع من الشعب وهجرته ومهدت الطريق لتنفيذ المخططات الصهيونية كما نرى ويرى ذلك شعبنا.
في وجود أفق لإجراء انتخابات في الحالة الفلسطينية من عدمه، ليس هناك نمو لتيار تلتف حوله غالبية من القطاعات التي يتشكل منها الشعب الفلسطيني ليحدث توازن مقابل الحزبين الكبيرين المسيطر كل منهما على مقدرات ومؤسسات ومصالح الشعب والقضية.
هذا وضع فريد حدث من الإنقسام نعم، لكن في المقابل لم يتفتق العقل الفلسطيني الرافض والمعارض لكلا الحزبين عن أفكار وقضايا وبرامج تسحب وراءها غالبية شعبية وهذا يحتاج جهد كبير أساسه الفكر الذي يقدم، ليس لنزع الشعبية من الحزبين، بل ليقدم مصالح القطاعات التي يتشكل منها هذا المجتمع، وماذا سيقدم لها هذا التيار الذي يريد المنافسة، ليس للنجاح فقط في الانتخابات، بل أيضا ليشكل معارضة فاعلة على مستوى قضايا المواطنين التي تنتهك يوميا منذ 15 عام من الانقسام في غزة والضفة على صعيد الحياة المدنية، او على صعيد الفكرة المطروحة وطنيا لإعادة صياغتها بما يغري الجمهور للإلتفاف حول هذا التيار المعارض للحزبين الكبيرين وعدم ترك المجال لهما ليتبادلا المصالح مع تلك القطاعات، ولو بالقليل، كرشاوي الوظيفة والمساعدات والحماية من البطش ...
في الحالة الفلسطينية هناك صعوبات نعم لإمكانية تشكل او نمو لتيار معارض بحجم الحزبين الكبيرين .. وحيث لم يعد النموذج المطلوب للنهوض بالمجتمع الفلسطيني وسحب البساط من تحت أقدام الحزبين الكبيرين المأزومين باستمرار الانقسام والنزاع ببنهما على السلطة مبني على البعد الوطني فحسب بل تكرس مفهوم المصالح والمنافع وتقدم على الموضوع الوطني..
نقول ذلك لان الأزمة محددة ومخففة على من يريد المنافسة بمعنى أن العامل الوطني وادوات النضال ليست هي العقدة كما يتوقع الكثيرون ويزايد بها الحزبين الحاكمين لشيء واحد أن حماس تدعي المقاومة ومقابلها فتح لا تتبنى رسميا المقاومة ولها مؤيديها على خلفية المصالح والانتفاع من سلطتها تماما كما حماس المقاومة ليس دافع الشعبية الاول لها هي المقاومة، بل أيضا كما فتح مصالح المؤيدين والمنتغعية من وجودها في سلطة أيضا ..
إذا يبقى امام أي تيار يريد أن ينهض في موازاة الحزبين هو من يبحث عن الفكرة وكيف تجلب مصالح ومنافع قطاع أوسع من الشعب وهذا بحتاج عمل سياسي منظم مدرك لمشاركة الناس ومصالحهم لتكون في حالة أفضل مما يشاركهم فيها الحزبين الكبيرن المأزومين ..
على فكرة كل القطاعات في شعبنا غير راضية عن علاقاتها بحماس ولا بفتح لان الحزبين غير ديمقراطيين بالمعنى العملي ومصالحهم مع الناس حتما منقوصة لانهم يحكمون الشعب بالقمع وبالحديد والنار، ولو بتفاوت، وهي فرصة لتيار يكبر مشاركته مع الجمهور بتكبير المنفعة والمصلحة لقطاعات الشعب الفلسطيني من المساواة في فرصة العمل والوظيفة مرورا برفض الضريبة على شعب محتل وكشف الفساد والمطالبة بمحاكمات للفاسدين في قطاع غزة والضفة الغربية وحرية الرأي وليس انتهاء بالحتكار واسترجاع الأموال المنهوبة بغير حق طوال عقدين من الزمن نستطيع بتلك الأموال من حل الأزمات المالية الكبيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني... وهذا يكبر مصالح الجمهور حتما وهذا ما يريده الناس لأن الحزبين الكبيرين يصادران كثيرا من حقوقهم.
خلاصة القول نحن بحاجة للنهوض والنهوض يحتاج لحركة او تيار يقدم للجمهور فكرة وبرنامج ويعمل على استقطاب الناس للحصول على مصالحهم المنتهكة والمعطلة والمنقوصة، واستعادة حرياتهم المصادرة من سلطتين قمعيتين، وليس المشكلة في أداة النضال ضد الاحتلال التي يزايد بها كل من السلطتين او الحزبين.
شوفوا مصالح الناس ومعاناتهم لتقفوا معهم قبل تحرير الوطن لان غياب ومصادرة وسرقة حقوق ومصالح الناس وقمعهم لا يؤدي بالقطع لتحريرهم كما يكذبون عليهم ويخدرونهم ..
من لا يعرف ولا يستطيع أخذ حقه المدني مستحيل ان يأخذ حقه الوطني من الاحتلال ومستحيل ان يتحرر.