- مراسلتنا: صفارات الإنذار تدوي في محيط مصانع أمنية بالجليل الغربي وتحذير من تسلل مسيرات
هذا الميناء التي جاءت فكرة بناءه من قبل الشيخ ظاهر العمر في عام 1761م، وشيد بأيادي عربية فلسطينية، وخلال القرن التاسع عشر تطور الميناء رغم انتكاسة عمله في بعض الفترات بسبب الاوضاع السياسية المتقلبة حينها، والذي يمتاز على غيره بموقعه في مدينة حيفا الجغرافي الاستراتيجي بطوله 3 كم على شاطىء البحر الابيض المتوسط وعمق مياهه وامتداده بين جبل الكرمل والبحر، إضافة الى مواصفاته الفنية الاخرى، وقد أسهم الميناء تاريخيا في رفد المدينة الكنعانية الفلسطينية بالتجارة والسياح ، وإنعاش اقتصادها وحياة أهلها. وقد ساهم موقع حيفا الجغرافي في نموها العمراني والتجاري والسياحي، وتميزت بكونها أهم مركز إشعاع فكري في فلسطين التاريخية، ومما زاد من أهمية المدينة وجود خط سكة حديد الحجاز الذي امتد عام 1905، وأيضا خط سكة حديد حيفا - القاهرة، ثم ميناؤها الذي أنشأه العثمانيون عام 1908، لذلك بدأت الأطماع الأوروبية تتجه نحو ميناء حيفا مستغلة التحالفات والتجاذبات السياسية حينها.
ومع وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، عملت القوات الانجليزية على تشييد البنية التحتية للميناء وتطوير مرافقه. وبعد ١١ سنة من العمل، افتتح الميناء بحلته الجديدة عام 1933، وبدأ باستقبال النفط العراقي عبر خط أنابيب من حقول كركوك في الشمال، كما ساهم الميناء الجديد في تصدير كثير من منتجات فلسطين والأقطار العربية المجاورة الى العالم، وتنامى دور حيفا إضافة الى أنها البوابة على العالم، وأثرى ميناء حيفا( الذي اعتبر في عام 1947من أكبر موانيء شرقي البحر الابيض المتوسط بعد الاسكندرية) الحياة الفلسطينية وأصبحت المدينة الاستراتيجية والتجارية الاولى، وهو ما فتح شهية الصهاينة وكانت هي ويافا أول المدن التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948، وارتكبت بحقهما الجرائم والمجازر والابادة وتهجير معظم أهاليهما ، مما أدى الى فقدان الطاقة الاقتصادية رغم مخزون الثروات والمنتوجات الزراعية والطبيعية في الأرياف. وإضعاف القدرة على الصمود الفلسطيني، وسرقت إسرائيل الجهد الفلسطيني كله والموروث الضخم من البنية التحتية الاقتصادية ، وبنت عليه اقتصادها ما وفر لها مبالغ طائلة خاصة في السنوات العشر الاولى من احتلالها. ويمثل الميناء أهمية عسكرية كبرى للجيش الاسرائيلي وسلاح البحريه نظرا لكونه ثكنة عسكرية لما يحتويه من أسلحة غير تقليدية ومصانع كيماوية إضافة للغواصات والسفن الحربية والمعدات العسكرية الأخرى.
وكلما تقدمت حيفا المحتلة بالعمر ازدادت قيمة وأهمية وتألقًا ولمعانا كالذهب، وفي نفس الوقت تتضاعف الأطماع الاحتلالية فيها وفي ميناؤها، وإن تمكنت القيادات الصهيونية من سرقة الجغرافيا وهذا الإرث الفلسطيني في الماضي والحاضر بقوة السلاح وجمعت الأموال الطائلة من وراء صفقات بيع هذا الميناء بمليارات الدولارات للصين والهند سابقا، واستخدمت هذه الاموال لشراء السلاح الذي تقتل فيه الفلسطينيين، وتتطلع حاليا لمزيد من البيع وبأن يكون لميناء حيفا الدور الأساسي في المشروع الأمريكي الكبير (الممر) بين الهند وأوروبا الذي يهدف لربط الموانىء في اوروبا بالشرق الاوسط وآسيا، ولسنا هنا في معرض الحديث عن نجاح المشروع التنافسي على النفوذ بين الدول من عدمه، لكننا في معرض الرد على من يستغل المشروع ويستهدف فلسطين (الجغرافيا والتي تقع في قلب العالم القديم) والتاريخ العريق حيث تبوأت الصدارة. يستطيع نتنياهو التلاعب برسم الخرائط واستبدال كلمة (إسرائيل) بدل فلسطين وعرضها في الامم المتحدة ( وفي هذا ادانة له وللأمم المتحدة التي لم تعترض عليه) لكن نتنياهو ومعه القيادة الصهيونية لن يستطيعوا إلغاء وجود وتاريخ صاحب الإرث الحقيقي المسروق وهوياتهم الوطنية والتاريخية، وإلغاء فلسطين التي تتحدث الشواهد التاريخية عن تاريخ أرضها الطويل وعمق جذورها. ولكل هؤلاء نقول : إلا حيفا وميناؤها !!!