كنت في السياسة غريماً لدحلان.. واليوم؛ وأنا أحاوره لا أجد له اهتماماً إلا أن يعيش أهل غزة بكرامة وطنية وأمان، وأن نفقه جميعاً لعبة السياسة وما تتطلبه من مهارة وذكاء، وأن نُقدر لخطوتنا في العمل النضالي مواضعها، حتى لا تزل قدمٌ وتعثر بعد ثبوتها، وأن المقاومة وهي تكتيك نضالي مستحق وحتمية كفاحية لشعبٍ محتل، هي رؤية يجب أن نتوافق على كيفية إدارتها وأدائها، حتى لا يكون عملنا النضالي ضد الاحتلال مستهدفاً من قبل المتربصين بنا من الأعداء، ومنح الذرائع لإلباسنا ثوب الشيطان واتهامنا بالتطرف والإرهاب. دحلان -اليوم- ومن حلال ما دار بيننا من حوار طويل يعكف من خلال علاقاته الخليجية وبالدرجة الأولى الإمارات على جلب الدعم والمساعدات إلى قطاع غزة، أما صراعات السياسة على من يخلف الرئيس على عرش السلطة فلا تعنيه بشيء، ولا حضور لها في أولوياته. وفيما يتعلق بحركة حماس، فالرجل لم أسمع منه أي تقليل من أهمية نضالها السياسي وفعلها المقاوم، ومركزية الشراكة معها إذا اقتضت الضرورة، وتحركت الحياة السياسية لصناعة رؤية وطنية في مشهد الحكم والسياسة.
وبخصوص الاتهامات التي تعرَّض لها في السابق، فقد طوى صفحتها، وتركها لمن عنده تُحتكم الخصوم. دحلان اليوم أبٌ لأبناء شعبه ويفكر بعقلية رجل دولة، وقد تجاوز بعمره الذي تخطى الستين، وما اكتسبه خلاله من الحكمة والوعي، إذ صقلته تجارب السنين والمعاناة، وأبعدته عن نزق وشطحات وزعرنة الشباب التي ألفناها في أزقة المخيم.
أخي أبا فادي.. على نهج العمل من أجل وحدة شعبنا ودعم قضيته، سأقف بقلمي وتاريخي إلى جانبك، ليجتمع الشمل وينصلح حال شعبنا، وتعود أحلامنا التي عشقناها في سنوات شبابنا ونضالنا الطويل تراودنا من جديد، ليناء وطنٍ نفخر بمستقبله واستقلاله، والذي يقوم حكمه على الشراكة السياسية والتوافق الوطني، ولإخواني في حركة حماس وتيار فتح الإصلاحي دعونا نقدم النموذج في التعاون والتنسيق وتصالح الرؤية النضالية، الذي يعيد لحاضنتنا الشعبية الثقة والأمان، والقدرة على أهليتنا لاستمرارية النضال.