الأزمة الداخلية التي تعصف في الكيان صحيح قد تُضعفه ولكن لن تؤدي إلى تفككه...فما دامت أمريكا تدعم اسرائيل والغرب الاوروبي يقف بخجل مع الحق الفلسطيني دون فعل ودون اعتراف بدولته، وما دام العرب يطبعون معه، وما زال هذا الكيان يشكل وظيفة مهمة للاستعمار الغربي وعلى راسه أمريكا، فهذا الكيان باقٍ.
هزيمة أمريكا في المنطقة وتراجعها هو الوحيد الكفيل بتراجع هذا الكيان وتفكيكه في النهاية، فالمعركة لم تكن يوما مع نتنياهو ولا مع المقبور رابين ولا غيرهم، المعركة هي مع راعي هذا الكيان وحاميه عسكريا واقتصاديا وحتى في منصات التواصل الاجتماعي.
الصراع الداخلي فيه شيء طبيعي حين يحاول الفكر الديني فرض السيطرة القانونية على الكل في مجتمع متعدد الغايات والأفكار وحتى في نواحي الحياة، فما الذي يجمع ابن تل ابيب اليهودي العلماني ذو التفكير الاوروبي مع الحريدي الشرقي وليس حتى الحريدي الإشكنازي، وما هي القواسم المشتركة بين العلماني اليهودي الذي يعيش في مدينة مختلطة في حيفا ويدعم حزب حداش وذاك الساكن في مستوطنة قريات اربع في الخليل ويدعم حزب بن غفير ..القصة مرتبطة بفكر المستوطنة اولا واخيرا قبل اي شيء آخر، ومن الطبيعي ان يتغير فكر تلك المستوطنة بناء على طبيعة موازين القوى الداخلية بين مكونات الكيان متعددة التوجه الأيديولوجي والإثني، لكن وظيفة المستوطنة لا زالت قائمة ولها اولوية عند الجهاز الامني والمنظومة العسكرية المرتبطة بشكل تام برب عملها امريكا، فكيف عندما يكون ايضا لمنظومة سموتريتش وبن غفير امتداد كبير لدى رب العمل متمثلا في الحزب الجمهوري والمسيحية الصهيونية.
هزيمة المشروع الصهيوني مرتبط من وجهة نظري بعاملين:
الأول: هزيمة عسكرية ولو بالحد الادنى إنهاء تفوق الكيان في ميزان القوة العسكرية، وهذا سينعكس بشكل كامل على واقع الكيان ويجبره على اتخاذ قرارات تتعلق بالحق العربي والفلسطيني.
الثاني: هزيمة او تراجع او ضعضعة الإمبراطورية الأمريكية بما يعجل في تغيير موازين القوى والوصول لاتفاقات تعطي الفلسطيني والعربي حقوقه وفقا لشرائع المنظومة الدولية.
وحتى يحين ذلك، المهم هو الصمود واستمرار المقاومة.