اليوم وفي هذه اللحظات المفصلية والعصيبة نتوجه لكل الشعب الفلسطيني بتحية الإجلال والإكبار،ونحيي فيه روح التضامن والتكافل بين الأخوة الفلسطينيين الشرفاء. قلوبنا تدمي ونحن نقدم أحر التعازي المجبولة بمشاعر الفقدان الموجع والمضمخة بعبق الثورة على الطغيان لأهالي الشهداء الذين ارتقوا إلى جنان الله،هؤلاء الشهداء هم أبطال هذه الحرب النضالية،هؤلاء هم رمز الإنتفاضة التي لا تموت،وإن شاء الله حتى النصر وتحرير فلسطين من الطغاة.
إن هذه الحرب لم تكن لو أن العدو إقتنع بضرورة إمتناعه عن التغول والتهويل،وبالتأكيد هذه الحرب لم تكن لو أن العدو الأرعن احترم حرمة الأقصى ومنع المتطرفين من انتهاك المقدسات،وهي ردة الفعل الطبيعية لأي شعب يريد العيش بكرامة ويريد الحرية ويتوق إليها،وهي نتيجة لسياسة نتنياهو الفاشلة وقراراته العنصرية.فإلى متى كان سيتحمل الفلسطينيون الحصارات التي لا تنتهي،إلى متى كان سيتحمل الشعب الفلسطيني إهانات لكراماته ومقدساته،فلمن يقارن نقول له البادي أظلم،والعدو الغاشم لطالما كان عنوان الظلم والإستبداد فهو يقتات عليه.هل تصمت وتنظر بحسرة عندما يقتل عدوك أطفالك؟ ماذا تكون ردة فعلك على استكباره؟ ما هو هذا النوع من الأعداء الذي يطلب منك السلام وهو يقضم أرضك بمستوطناته ويقضي على أحلامك بقتل الطفولة وتهجير البشر وتدمير الحجر.إن هذه الحرب المباغتة بطبيعتها والسريعة بتحقيق أهدافها أثبتت فشل المنظومات الإسرائيلية الدفاعية والقبة الحديدية ظهرت معاقة ومبتورة،فصحيفة التلغراف البريطانية أول من شكك بهذه القبة ولو أصغى العدو لمحلليه فقط لكان علم أن كل هذه التكنولوجيا لا يمكن أن تقف بوجه شعب يريد أن يقول كلمته.إننا نتطلع بعين الفخر لكل إنجاز فلسطيني وكل خطوة متقدمة في العمل النضالي الفلسطيني ولا يهم من هو الفريق الفلسطيني أو الفصيل أو الكتيبة التي تحقق الإنتصار،المهم أن تنتصر فلسطين،ومن يرتدي الكوفية لا يمكنه إلا أن ينتصر.فلا يمكننا كأحرار في هذا العالم العربي إلا أن نتضامن مع بعض بوجه عدو متغطرس ولكن ندعو دائماً إلى الشورى وخاصة مع الدول العربية التي تقف في الصف الأول للقضية الفلسطينية كالسعودية ومصر والكويت والإمارات فلا ينبغي أن تتفرع الجهود بل يجب أن تصب كل هذه الجهود في اتجاه واحد للبوصلة وهو فلسطين.أما العدو الإسرائيلي فعليه أن يعلم أن طوفان الأقصى ليس الأول وليس الأخير فالطوفانات ستكون متتالية إن لم يتواضع ومن يقرأ الأرقام التي هي حصيلة الإنتصار المدوي الذي حققته المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول ومن يشاهد منظر فلول المستوطنين وهم يهربون كالشتات سيعلم جيداً أن الشعب الفلسطيني عندما يقول كلمته فإنه يقرنها بالتنفيذ ولدينا الكثير من الشواهد وقد فشل العدو دائماً حتى في اقتحام أصغر شوارع القدس.ليتعلم وليعلم العدو أن الإرادة الفلسطينية لا تكسرها لا دباباته ولا أسلحته ولا قراراته العنصرية ولا جنرالاته ولا مجموعاته المتطرفة ولو حتى لو نصّب بن غافير رئيساً لكيانه الزائل!
لقد ضربت هذه العملية الحربية ثقة العدو بنفسه وزعزعت كيانه واستطاعت أن تقض مضجعه في ساحته الداخلية.فالمخابرات الإسرائيلية ظهرت برداء رث وهي مضللة ضلال الأعمى وتتناطح الجدران.
إن طوفان الأقصى الذي تفجر من روح القدس الأبية مشهد فخر واعتزاز وهو يأتي بعد ٥٠ عاماً لكي يضع حداً لغطرسة العدو وفلسفته الدموية والعنصرية.
نتمنى أن تكون نتائج هذه العملية المذهلة وقف الإستيطان والتهويد ووضع حد لسياسات العدو وخاصة نتنياهو المتعجرف.فهي حرب وجودية، ترتقي لحرب اكتوبر التي تكبد فيها العدو الهزائم الشديدة وسيسارع للبكاء في حضن حليفته أميركا ولكن لنرى هذه المرة من سينتشله.
في النهاية،كمواطن لبناني عاش الحروب وخاضها لا يمكنني إلا أن أعبر عن خوفي على وطني لبنان لأن الوضع فيه منهار وعلى شفير الهاوية والشعب اللبناني احتضن أخيه الفلسطيني فمهما كانت الظروف ومهما اشتدت يجب الحفاظ على لبنان لأنه الوطن الصغير بصدر كبير يسع الجميع،الظروف صعبة وأيام لبنان قاسية وعصيبة ويجب درء كل الأخطار عنه،وإننا نتوجه بفخر التحية لكل القنوات العاصية عن إملاءات العدو وعلى رأسها قناة الكوفية التي واكبت الأحداث أولاً بأول،فنقلت صوت وصورة ثورة الأحرار على الطغاة الصهاينة الذين قضوا على أحلام غولدا مآئير وغيرها من الأعداء لحرية وكرامة الشعب الفلسطيني،نتوحد بالمشاعر وبالعمق العربي ونتضامن كي نعض على جراحنا ولا بد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر والإنتصار لك يا فلسطين مهما كبرت الصعاب ومهما اشتد بأس العدو وهزيمته على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية شرف عربي خالص وقدوة لكل العالم العربي.