اليوم الجمعة 08 نوفمبر 2024م
تطورات اليوم الـ399 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مناصرون لفلسطين يتصدون لإسرائيليين في هولندا مزقوا علم فلسطينالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال بمخيم شعفاط في القدس المحتلةالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 47 توالياالكوفية 10 قتلى في صفوف "جيش الاحتلال" والمستوطنين منذ مطلع نوفمبر الجاريالكوفية الحكومة الإسبانية ترفض رسو سفينتين للاشتباه بنقلهما أسلحة للاحتلالالكوفية جراء قصف الاحتلال منزلا شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية صفارات الانذار تدوي في كريات شمونة ومحيطهاالكوفية جيش الاحتلال: صافرات الإنذار قرب ديمونا أطلقت بعد رصد صاروخ قادم من اليمنالكوفية صفارات الإنذار تدوي جنوب وغرب البحر الميتالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في مخيم شعفاطالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال محيط صالة حمدان في رفحالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف للاحتلال محيط صالة حمدان بمنطقة الجنينة في رفحالكوفية جيش الاحتلال يواصل عمليات نسف المربعات السكنية في المناطق الشمالية لقطاع غزةالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 45الكوفية مدفعية الاحتلال تجدد قصفها العنيف غرب مخيم جباليا شمال غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم دوار الشهداء وسط مدينة نابلسالكوفية اتحاد "المواي تاي" يعلن موعد تنظيم بطولة المدارس الرابعةالكوفية ابنة غزة إيمان صوان تهدي فلسطين ذهبية بطولة العرب في الشطرنج الخاطفالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم عسكر الجديد في المنطقة الشرقية من نابلسالكوفية

هل هي حرب التسوية أم التصفية؟ (1)

16:16 - 15 أكتوبر - 2023
نبيل عمرو
الكوفية:

ما من حرب أهلية أو إقليمية أو عالمية إلا وتفضي إلى تصفية طرف مهزوم لمصلحة طرف منتصر، أو إلى تسوية تمليها الخلاصات غير الحاسمة للحرب.

في حالة غزّة وإسرائيل، التي هي جزء من الحالة الفلسطينية الإسرائيلية الأوسع والأعمق، لا هي حرب تصفية نهائية ولا تسوية حاسمة، والقرائن على الحالتين بديهية وملموسة، ووقائعها لم تبدأ في تشرين الأول 2023 بل قبل ثلاثة أرباع القرن، ونتائج حروبها المتواصلة لم تُحسَم بالتطبيع المصري والأردني ولم تتقدّم بالمجازفة الفلسطينية التي حدثت في أوسلو.

تكرّرت حرب غزّة الراهنة بوتائر مختلفة عدّة مرّات، وتمّ تدمير ثلث بيوت أهلها، وقتل وإصابة عشرات الآلاف، ووقوع أضيق ساحة محاربة تحت أطول وأصعب حصار، مع اغتيالات للقادة والكوادر، وكثيراً ما كانت تتزامن مع اشتعالات في الضفّة والقدس، وحراكات داخل إسرائيل يقوم بها الفلسطينيون، وذلك جعل البؤرة القتالية المركزية لها غزّة والقدس، ذات تأثير مباشر وغير مباشر على كلّ الجغرافيا الفلسطينية ومَن عليها، وهو ما وضع إسرائيل في حالة حرب دائمة، تنتقل فيها "كرة النار" إلى كلّ مكان، تارة داخل إسرائيل "48"، وغالباً داخل الضفّة، ودائماً من غزّة، وأينما تمكّنت الصواريخ المحلّية الصنع من الوصول.

 

لا حلول إسرائيلية

الجبهة الفلسطينية بحلقاتها الثلاث (غزّة والضفّة والداخل) لم تجد إسرائيل على مدى عقود حلّاً حاسماً لها، على الرغم من المليارات التي أُنفقت والحروب التي اشتعلت لتظلّ غزّة هي غزّة، والضفّة والقدس هما الضفّة والقدس، والمليونا فلسطيني حملة الجنسية الإسرائيلية هم ذاتهم، وهم الذين ما تزال إسرائيل تراهم قنبلة موقوتة لا تعرف متى تنفجر، فلا هي بقادرة على استيعابهم، ولا هي بقادرة على تلبية احتياجاتهم، فكلّ هؤلاء الملايين يشعرون بالتمييز العنصري وبأذى لأنّهم سكّان من الدرجة الثانية.

لا يقتصر الفشل الإسرائيلي في معالجة الحالة الفلسطينية على فداحة التقصير العسكري منذ بداية الصراع، ولا على استحالة ابتلاع وهضم الملايين الذين يعيشون في داخلها وحولها، وإنّما فوق ذلك كله، فشل مستمرّ في التوافق الداخلي على سياسة موحّدة للمعالجة، الأمر الذي أسلم الحالة لتوافقات على محاربة الفلسطينيين، والتسابق على إلحاق الأذى بهم، حتى صارت الحرب عليهم هي الميزة الانتخابية التي يتبارى المتنافسون عليها، فالأجدر في الحكم هو الأقدر على محاربة الفلسطينيين.

لا جدال في أنّ إسرائيل الحائزة دعماً أميركياً وغربياً يصل حدّ المشاركة الميدانية، تمتلك القدرات الحربية لتسوية بيوت غزّة بالأرض، ودفن الآلاف تحت الأنقاض، والإفادة من التحكّم بما حولها لحرمانها الماء والكهرباء والدواء، ونقل كتل بشرية ضخمة من مكان إلى آخر، وهذا ما تفعله الآن.

إلا أنّ ذلك يفضي عملياً إلى أنّ غزّة تظلّ في مكانها، وأهل غزّة يظلّون على عدائهم العميق لمن فعل ذلك بهم، مثلما تظلّ الضفة التي تتحمّل ثقل الجيش الإسرائيلي كلّه، والاستيطان وجرائم قطعانه من المستوطنين، تظلّ في مكانها، وتظلّ ملايينها على أرضها، وتظلّ تنتج بين وقت وآخر مفاجآت قتالية لا تعرف إسرائيل كيف تتفاداها أو تمنع وقوعها، على الرغم من انتشار قوّاتها وحواجزها وميليشياتها فوق كلّ جغرافيّتها.

هذا الواقع بحقائقه التي لا تنكرها إسرائيل يجعل من تصفية القضية الفلسطينية مجرّد وهم، إلا أنّه وضع إسرائيل في مفارقة، وهي أنّها تدرك استحالة التصفية لكنّها لا تكفّ عن العمل عليها!

في السياسة لكلّ حالة علاجها، وفي حالة استحالة التصفية فلا مناصّ من محاولة التسوية، وهذا سيكون موضوع المقالة الثانية.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق