الذين يختلفون من الفلسطينيين مع حركة حماس، لأي سبب ما، مع ذلك يجب الوقوف معها، ومشاركتها العمل والإسناد، مهما بلغ حجم التباين والاجتهاد أو الخلاف معها، لأن المستعمرة الإسرائيلية تعمل وفق أسلوب وسياسة الاستفراد بكل تنظيم فلسطيني، وحده، فالعداء الإسرائيلي لا يستثني أحداً، ولكن لأسباب تكتيكية تعمل على تركيز هجومها على فصيل معين دون غيره، و الاستفراد به تسهيلاً لبرنامجها في تحقيق ما تريده من تصفية وإضعاف.
ففي العامين الأخيرين استفردت قوات الاحتلال بحركة الجهاد الإسلامي، كما حصل في شهر آب أغسطس 2022، وشهر أيار مايو 2023، واغتالت أغلبية أعضاء المكتب السياسي للحركة، وكانت تُحذر الفصائل الأخرى وخاصة حركة حماس من مشاركة حركة الجهاد في تصديها لقوات الاحتلال.
ومنذ مبادرة يوم 7 تشرين أول، طوفان الأقصى، وهي تحاول تركيز هجمتها على مواقع وقيادات حركة حماس، رغم أن هجمتها هذه المرة شملت كافة مدن ومحافظات وأحياء قطاع غزة، لهدف مركزي وهو قتل أكبر عدد من الفلسطينيين من أجل دفعهم نحو الرحيل والتشرد، كما سبق وفعلت ذلك عام 1948.
التركيز السياسي من قبل الولايات المتحدة وعدد من بلدان المجموعة الأوروبية، وصم حماس على أنها تنظيم إرهابي، استجابة للمنطق والسلوك والهدف الإسرائيلي، وكأن حماس هي المشكلة وهي سبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس مشروع الاحتلال التوسعي الاستعماري الاحتلالي.
خلال السنوات السابقة وعبر ثلاثة اتفاقات تهدئة، وفرت المستعمرة الدعم لحركة حماس كي تواصل خيار الانقسام وتعزيز تفردها في إدارة قطاع غزة من خلال تمرير الدعم المالي، والسماح لسبعة عشر ألف عامل بالدخول إلى مناطق 48 للعمل يومياً، وكذلك عدم تعريض قياداتها للاغتيال.
حركة حماس استغلت تضليل قوات المستعمرة، وكانت تعمل على تحضير عمليتها الشجاعة غير المسبوقة في توجيه ضربة موجعة لقوات الاحتلال، وفعلت ذلك يوم 7 تشرين أول 2023.
تركيز هجوم المستعمرة وحلفائها على حركة حماس، تركيز مخادع لأن الاستفراد الإسرائيلي لتصفية حركة حماس، هو تركيز واستفراد مؤقت، سيتلوه الهجوم على الفصائل الأخرى، ولذلك على كافة الأطراف والفصائل الفلسطينية تأجيل خلافاتها، ومشاركة حماس تصديها لقوات الاحتلال، بل وفتح معركة في القدس والضفة الفلسطينية، إن لم تكن بالعمل المسلح، فعلى الأقل بالكفاح المدني الشعبي، عبر الاحتجاجات والمظاهرات والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين، مشاركة تضامنية، لأن المعركة جوهرية ولها تداعيات سياسية مؤثرة على مجمل القضية الفلسطينية، وعلى فصائل الحركة السياسية، ومستقبلها بالإخفاق أو النجاح واختزال عوامل الزمن لتحقيق الانتصار بالحرية والاستقلال والعودة.