من الصعب جداً، لا بل من المستحيل،أن تجد لساناً أو كلاماً أو حتى دموعاً ترقى به إلى حد التعبير عن حزنك وأسفك وحرقة قلبك وسخطك تجاه ما تفعله إسرائيل ولكننا نقول ولأننا نعلم بأن الله سيقاتل عن كل مظلوم وعهده أن يتحقق الحق مهما طال الزمن،نقول في جنان الله يا شهداء غزة قد تغمدكم الله في فسيح جناته، والعزاء من عمق أعماق القلب والوجدان والضمير الحي لأهالي الشهداء.
ثمة من الصهاينة من يعتبر أن قصف مشفى المعمداني وتدميره وقتل الناس فيه،من الأضرار الجانبية،فكيف إذاً يمكنك أن تتحاور أو تتفاوض مع آلة حرب مجرمة وسفاحة لا تستسيغ سوى دم الأبرياء ولا قانون يردعها ولا دول تمنعها ولا ضمير يؤنبها.
كيف يمكنك أن تخاطب من لغته التدمير والقتل وسفك الدماء،كيف يمكنك أن تجد ذرة إنسانية في من يمتهن قتل الأطفال ودفنهم تحت الركام،وما زلنا،نحاول أن نفهم،كيف ومن أي منطلق لإسرائيل الحق في الدمار والقتل والإعتقالات والحصارات ومنع الغذاء والدواء ولا يحق لأبناء فلسطين الدفاع عن أنفسهم،ما هي هذه الحكمة على الأرض.
وما هو العدو الصهيوني المتغطرس،يسلبك أرضك ويجعلها أرضه،يدنس مقدساتك ويبكي على مقدساته،يقتحم الأقصى وأنت لا تستطيع المرور بشارع إن لم يتركك،يموت لك الشهداء والعالم صامت فيما إن جُرح له أحد يهرع العالم بما فيه،ما هو هذا العدو.
ما هو هذا العدو المشرّع له كل شيء دون حساب ودون عقاب،آلاف الشهداء وسنين طويلة من الإعتقالات والدمار والتهجير،عدو يتكحل بالعار ويغتسل بالدم البريء والكل وللأسف يتغنى بجماله،وهو أقذر وأقبح من الجرذ.
مشفى المعمداني سيبقى وصمة ودمغة عار وورقة التين التي سقطت وكشفت عورة هذا العدو الذي يدّعي بأنه يريد السلام ولا يترك أحداً بسلام.
إلى أهالي غزة كل العزاء وكل التضامن،الرحمة للشهداء ومثواهم الجنة،ولأهالينا في لبنان الخائفين على وطنهم ما عسانا نقول إلا أن العدو المجرم ينتظر اللحظة التي سينقض فيها على لبنان الضعيف والمنهار والمتآكل،وقياداته مكبلة ما بيدها شيء،فلا تعطوه الذريعة كي يدمرنا أكثر مما نحن مدمرون.