سياسيا نستطيع القول أن الأيام الثلاثة القادمة حاسمة جدا جدا، فإما وقف اطلاق نار ولو مؤقت وإما توسيع للمعركة...لذلك نلاحظ الإحتلال وتسرعه في دخوله البري في محاولة فرض واقع جديد في جغرافية القطاع، لكي يقف عند خط محدد ويفاوض على اساسه بعد وقف اطلاق النار، ومجزرة جباليا تاتي في هذا السياق.
أعتقد ان إسرائيل تريد بسرعة خلال ال 72 ساعة القادمة السيطرة على كل شمال قطاع غزة، ليبدأ بعدها وقف اطلاق النار والمفاوضات حول كل شيء، خاصة موضوع نزع سلاح المقاومة، وتبادل اسرى، وطبيعة السلطة التي ستحكم...الخ، صفقة شاملة
اما نتنياهو فسيعمل على تخريب ذلك فهو يريد توسيع المعركة بطريقة تُقنع الامريكان انه ليس هو السبب، لأن امامه فرصة تاريخية لكي يُشرك امريكا والغرب الاوروبي في الحرب اولا، وينجو من حبل المشنقة الذي يضيق على رقبته ثانيا، ويسجل لنفسه انه انقذ إسرائيل على كل اعدائها ثالثا، معتقدا انه لن يتم محاكمة منتصر ومنقذ لإسرائيل، لكني ارى فشل سيجر فشل لنتنياهو وللأمريكي قبله، والجيو سياسي القادم سيؤسس لظهور فلسطيني جغرافي وسياسي في الإقليم وعلى مستوى العالم، وكل المعتقدين بما تكتبه مراكز الأبحاث الأمريكية والإسرائيلية تحت عنوان ما بعد غزة، ستفشل خططهم.
ما بعد السابع من تشرين "أكتوبر" ليس سوى مشهد شموخ وإنتصار.