قد يتفق بعضنا مع حركة حماس وقد يختلف معها لسبب أو لآخر، ولكن ما فعلته في اعادة وصل واستمرارية الحضور الفلسطيني بعمليتها غير المسبوقة، بالفعل والتخطيط والتنفيذ الذي يؤكد قدرتها على الاخفاء والتضليل لأجهزة المستعمرة وأدواتها، مما يؤكد قدرة العربي الفلسطيني على المواجهة وعلى التفوق على العدو رغم قدراته وامكاناته.
لم يقتصر فعل حماس على تنفيذ العملية النوعية، من حيث الاجراء والنتيجة، بل ما فعلته مع أسرى المستعمرة من المدنيين، ومن ذوي الجنسيات المزدوجة، أحرج الاجهزة والسياسات الاسرائيلية، بعد خروج المرأة المسنة وما قالته، دفع مخابرات المستعمرة لحجب الأسرى الذين أُطلق سراحهم، وحجبهم عن الاعلام، وتوجيههم نحو عدم التطرق لسلوك حماس الأخلاقي الإنساني القيمي معهم، ومع ذلك تسربت انطباعاتهم عن سلوك حماس والجهاد الإسلامي معهم، وكيف تمت معاملتهم برقي ورفعة يعكس ثقافة العربي الفلسطيني، وخاصة أن حماس والجهاد الاسلامي يدينون بالاسلام قناعة وايماناً وسلوكاً، عكس ما عانته شعوبنا العربية، والأجانب من سلوك القاعدة وداعش.
لقد سقطت اتهامات المجرم نتنياهو في ربط حماس والجهاد مع داعش والقاعدة، و قدموا نموذجا راقياً في كيفية التعامل مع الأسير، وخاصة حينما يكون مدنياً ، أو امرأة، أو طفلاً، سلوك يدفع للمباهاة على ما نحن عليه، وما نتمناه لأن نكون، وما وصل إليه الكفاح الفلسطيني من ثقة بالنفس.
وتبرز قيمة فعل حماس والجهاد، في مواجهة الجرائم والأثام والقتل العشوائي للعائلات ، وممارسة التطهير العرقي، والابادة المتعمدة للفلسطينيين، ومع ذلك لا يرد الكفاح الفلسطيني الصاع بصاعين للأسرى الإسرائيليين ، بل تتم معاملتهم برفق إنساني سيبقى ظاهراً ومؤثراً وله نتائج لن تزول من نفس الاسرى وعقولهم وخبراتهم .
كم قتل الاسرائيليون من الصحفيين؟؟ وكم قتلوا من الاطباء والممرضين؟؟ بل وكم قتلوا من موظفي وكالة الغوث؟؟ وكم قتلوا من النساء والاطفال؟؟ وكم دفنوا تحت الانقاض من العائلات وإبادتهم بالكامل؟؟.
كيف عاملت أجهزة المستعمرة وأدواتها الأسرى الفلسطينيين بالتعذيب والحرمان بلا ضوابط، بلا اخلاق، بلا حدود، من التجاوزات، والضرب والإهانة؟؟.
حصيلة ذلك، الفرق الجوهري بين أخلاق وسلوك وقيم المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، وانحدار سلوك وأثام وجرائم المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، حصيلة هذا الفرق ما نشاهده من انحيازات شعبية لدى الاميركيين والأوروبيين لصالح الشعب الفلسطيني وضد المستعمرة الاسرائيلية، حصيلة نهايتها الانتصار لفلسطين وهزيمة واندحار للمستعمرة.