غزة: يتعمد الاحتلال تصفية الكفاءات العلمية والأدبية التي يترك فقدها أثرا كبيرا على المجتمع الفلسطيني، خاصة أصحاب التخصصات النادرة الذين يخلفون فراغا ويصعب إيجاد بديل لهم إلا بعد سنوات من التدريب والتأهيل.
الاحتلال يرمي من وراء الاستهداف الممنهج للكفاءات العلمية واغتيال صفوة من العلماء والشخصيات الأكاديمية، والذي تزامن مع تدمير هائل لمنشآت تعليمية، مثل الجامعة الإسلامية وجامعتي الأزهر والقدس المفتوحة، إلى تقويض المنظومة العلمية والتعليمية في القطاع.
وينتقي الاحتلال بشكل منهجي العلماء ممن لهم باع طويل في الأبحاث العلمية لإيقاع آثار مدمرة على المجتمع الفلسطيني وعرقلة التقدم العلمي والتكنولوجي حيث اغتال الاحتلال مؤخرا أحد عشر باحثا لهم إسهامات كبيرة وهو ما يعد جريمة حرب على اعتبار أن العلماء والأدباء والأكاديميين مدنيون، ليس لهم أي صلة بالأعمال العسكرية، استنادا للمبادئ العامة التي اعتمدتها المحكمة الجنائية الدولية لتفسير أركان الجرائم.
وبالإضافة إلى تصفية الكفاءات العلمية والأدبية قتل الاحتلال منذ بدء العدوان ثلاثمائة وثمانية من الكوادر الطبية بينهم ثلاثون طبيبا، أحد عشر منهم متخصصون في مجالات نادرة وأساسية كالجراحات الدقيقة وزراعة الكلى والعقم والحروق ولم تقتصر ملاحقة الاحتلال للكوادر الطبية عبر اغتيالهم فقد اعتقل مائة منهم وعلى رأسهم مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، ومدير مستشفى كمال عدوان الدكتور أحمد الكحلوت، ومدير مستشفى العودة، الدكتور أحمد مهنا، واستهدف مائة وثماني وثلاثين مؤسسة صحية، ودمر ثلاثة وعشرين مستشفى وأخرجها عن الخدمة.