يمكن اعتبار خطاب الرئيس الأمريكي عن "الصفقة" صيغةً لإنزال نتنياهو عن الشجرة. ولأن سحنته ـ كمجرم حرب فاسد ـ لا تليق بالشجر أصلاً، يمكن القول أن الصيغة الأمريكية تتوسل إبعاد يده عن المقلاع الحقير، وإبعاد أذنه عن ألسنة بن غفير وسموتريش وأمثالهما، لأن ما يهذون به، سيجعل الولايات المتحدة في أسفل سافلين، وليس الصهوينة النازية وحدها.
لقد طفح الكيل واستعصى الفتق على الراتق، وشعوب المنطقة تمور غيظاً وتضطرب في دواخلها، ما يحمل مخاطر شتى.
لم ولن يُكتب لنتنياهو أي نصر، وإنما تُسجل عليه وعلى من معه جرائم حرب ستلاحق الصهيونية وأتباعها إلى يوم القيامة.
واضح أن خطاب الصحو بلسان رجل يغفو؛ أعدَّه محنكون إمبرياليون أدركوا فداحة اشتراك بلادهم في حرب الإبادة، وفداحة تداعيات التذخير الأمريكي المستدام لطائرات ومدافع مجرمي الحرب المباشرين.
الدنيا الفلسطينية لم تنته ولن تنتهي، والأجيال تحفظ الذاكرة، والنكبة الثانية التي أوقعتها الصهيونية والأمريكيون بشعبنا؛ ستظل معطوفة على النكبة الأولى التي أوقعتها الصهيونية والبريطانيون، والشعب المنكوب لن يتزحزح عن هدف نيل الحرية والاستقلال الوطني، وهذا ما ألمح اليه الخطاب، بصياغة ملتوية.