الكوفية:لم يتمكن جيش المستعمرة إلى الآن، بعد أشهر طوال من القصف والمواجهات والجرائم والقتل والإفقار التي مارسها، وسعى لها، لم يتمكن من تحقيق حالة الردع التي تمناها نتنياهو مع فريق الائتلاف السياسي الذي يقود حكومته.
لم يتمكن جيش المستعمرة من كبح جماح الأطراف المتعددة المتضامنة، لا وقف صمود حركتي حماس والجهاد في فلسطين، ولا صواريخ حزب الله من لبنان الذي تطورت إمكاناته في الحصول لأول مرة على صواريخ مضادة للطائرات ستضع حداً لتفوق قوات المستعمرة عبر طائرات سلاح الجو، كما لم يتمكن من إيقاف شراكة العراقيين واليمنيين، في جهدهم العملي الصاروخي المتضامن مع فلسطين.
نتنياهو يستعمل كل وسائل الخداع والتضليل والتذاكي عبر استثمار تصلب بن غفير وسموترتش لعله يمرر مباردة بايدن نحو الهدنة، والتي لا تتضمن: 1- وقف كامل وشامل لوقف إطلاق النار، 2- إنسحاب كامل قوات الاحتلال من قطاع غزة، وهو ما ترفضه حركة حماس، وتُصر على تضمين هذين البندين بكل وضوح لمضمون المبادرة التي رحبت بها وعبرت عن استعدادها للتعامل الإيجابي معها.
فريق نتنياهو الحكومي قبلت الأغلبية بالمبادرة الصفقة الاتفاق: من قبل حركة شاس، ومن حزب التوراة، إضافة إلى حزب الليكود، وباقي الفريق الرابع الذي يمثله بن غفير وسموترتش، الذين يهددوا بإسقاط الحكومة، ولكن أشك أنهم سيقدموا على هذه الخطوة لأنها أيضاً ستفقدهم موقعهم الحكومي ومكانتهم البرلمانية، حيث أن الاستطلاعات تشير أن قوى المعارضة الثلاثة بقيادة: بيني غانتس ويائير لبيد وليبرمان، ومعهم آخرين سيحصلوا على الأغلبية التي تحول دون عودة الائتلاف المكون من: 1- الأحزاب اليمينية المتطرفة، 2- الأحزاب الدينية المتشددة، لإدارة الحكومة والسلطة وإتخاذ القرار.
حكومة نتنياهو ما زالت تعاني الإخفاق والفشل في قطاع غزة فهي لم تتمكن من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، ولم تتمكن من النيل من قادة حماس وإنهائها، حيث ما زالت قدراتها القتالية قادرة على توجيه ضربات لجيش الاحتلال ويسقط منه الجنود والضباط.
حكومة نتنياهو وجيشها يرتكبون الجرائم والقتل المتوحش والإبادة الجماعية وممارسة كل أنواع التضييق والحصار والخنق والإفقار لأهالي قطاع غزة، ومع ذلك لا زالت مؤسسات الولايات المتحدة الرئاسية والبرلمانية لا ترى أن قوات المستعمرة تمارس التطهير العرقي وجرائم وموبقات القتل الموصوفة أنها ضد القانون الإنساني والأخلاقي.
ما زالت الولايات المتحدة وإيران تضبطان إيقاع الحرب والصدام لتبقى محدودة، حيث لا مصلحة لهما بالتصعيد لتشمل الإقليم، فالضربات الإسرائيلية والضربات المتضادة من حلفاء إيران ما زالت محكومة الإيقاع، كما أن قدرات حزب الله تمنع المستعمرة من توسيع جبهة الشمال لأنها ستدفع الثمن، لان كل منهما قادرا على توجيه الأذى للطرف الآخر، ولذلك سيبقى الصدام محدوداً بالإيقاع بين الطرفين وفق ما هو مفروض من قبل مرجعيتهما: المستعمرة من قبل الولايات المتحدة، وحزب الله والآخرين من قبل إيران.