بسرعة غريبة، بدأت حركة "الوصاية" بتنفيذ مراحل "اليوم التالي" لحرب غزة بما يتعلق بالتمثيل الفلسطيني، بأشكال مختلفة وفي مناطق مختلفة، وكل بمظهر لا يبدو "متفقا" مع ما هو آخر، لكن الخيط الرفيع ذلك الهدف المراد أن يكون القضية المركزية، شطب التمثيل الفلسطيني الموحد والمستقل، تنفيذا لجوهر "إعلان بايدن".
لا يوجد أسرار سياسية أو غموض في الدعوة الأمريكية حول ضرورة "انتاج إدارة مدنية خاصة في قطاع غزة" كمرحلة انتقالية تقوم بتطبيق المشروع الخاص الذي حدد إطاره الرئيس بايدن، متوافقا من حيث الجوهر مع الرؤية الإسرائيلية لليوم التالي، بتحسينات تساعد على تمريره للبعض المحلي والعربي، مستفيدا من عنصري الكارثة التي ستتركها الحرب العدوانية في "الإعمار والإغاثة".
وبدون تردد، يمكن التأكيد، إن موافقة الرئيس محمود عباس المشاركة في مؤتمر "الحاجات الإنسانية" حول قطاع غزة في عمان باعتباره "ضيف مدعو" قد مثل الإشارة الأبرز لفريق "مجلس الوصاية" للحراك السريع نحو ترسيخ قواعد تعديل التمثيل الفلسطيني، وشطب مرحلة تاريخية وإزالة العقبة الأبرز أمام ما سيكون مخططا سياسيا قادما.
كما كان "الاستخفاف" بمخاطر ما تضمنه "إعلان بايدن" حول وقف الحرب في قطاع غزة، بتجاهل دور الرسمية الفلسطيني هو تعزيز لمؤامرة البديل الانتقالي، مساعدا.
وعزز ذلك التجاوز، تغافل "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير" وكذا "مركزية فتح" عن الخطر المركزي لـ "فعلة الرئيس محمود عباس"، جبنا أو حسابات لترتيبات خاصة بعدما لمس البعض منهم أن "المستقبل ليس ورديا"، ولا تبرير وطنيا أبدا لقبول "التنازل الصريح عن التمثيل الرسمي" في مؤتمر عمان حول قضية فلسطينية خالصة.
مؤشر "حراك الدوحة" الذي افتتحه عزمي بشارة برعاية حكومة الأمير تميم، كان "أول رصاص البديل الجديد"، جاء علانية دون أي حساب لرد فعل "فريق المقاطعة" بالمس بالدولة الحاضنة لاعتبارات يدركها شعب فلسطين، وبالتوازي مع الحراك القطري لخلق "بديل"، انتشرت دعوات متناثرة، بعضها منطلق من باب "الحرص التصويبي"، وآخر من باب "الاستفادة الفورية"، خطان ربما لا يلتقيان بالنوايا، لكنه سيخدم من يملك قوة الفرض البديل، ما لمم تدرك القوى الحريصة حقا كيف لا العمل دون "مطبات معقدة"، وبجرأة واضحة.
إشارات متناثرة ترافقت وتحركات رسمية منها عربية، وخاصة تقزيم أو طرد فلسطين من "اللقاء السداسي" بعد "إعلان بايدن"، ليقتصر على الدول العربية الخمسة، دون أي رد فعل من صاحب الحق الوطني، فكانت مع خطوة التنازل عن شراكة مؤتمر الحاجات الإنسانية، علامات بأن "الكهولة السياسية" قد نالت كثيرا من "الرسمية الفلسطينية"، وأصبحت بلا قوة تمنحها حق الفرض، أو التعطيل، تحت وقع موقفها "غير الكفاحي" في الحرب على قطاع غزة، واستمرار آلية التنسيق الأمني مع جيش الفاشية اليهودية، وعدم الذهاب إلى اتخاذ تنفيذ أي من قرارات المجالس المركزية حول العلاقة مع الكيان، بل وعدم التجاوب التنفيذي مع تعزيز مكان دولة فلسطين.
وبعد غياب، خرجت تنفيذية منظمة التحرير ومركزية فتح، عبر بيانات تحذر عن "مؤامرة البديل"، عبر بيانات تحدثت عن كل شي ممكن يمسها، لكنها تجاهلت تماما تحديد مناطق الخطر، وما هي سبل المواجهة الحقيقية لذلك، بل أنها تجاهلت كليا قبول رئيسهما المشترك محمود عباس، بأنه من أعطى تلك المحاولات رصاصة الانطلاق عبر موافقته حضور مؤتمر خاص بقضية فلسطين بصفته "ضيف"، وحتى ليس "ضيف شرف"، ما منح المشاركة موافقة رسمية من الإطارين رغم "البيانات الصارخة".
اعتقاد "تنفيذية منظمة التحرير"، وكذا مركزية فتح، أن البيان "الناري" يحمي التمثيل الوطني ويحاصر "حراك البديل" ويقطع الطريق على دور "مجلس الوصاية"، ليس سوى سذاجة سياسية مطلقة، دون أن يكون مترافقا بخطوات فعل تعكس روح شعب فلسطين الكفاحية، ومنها:
*رفض المشاركة في مؤتمر الحاجات الإنسانية في الأردن دون أن تكون فلسطين شريكا وليست ضيفا.
*إعادة الاعتبار للمؤسسة الوطنية الفلسطينية بكامل أركانها، وليست مؤسسات تحت الرغبة الخاصة للرئيس عباس، تغيب كثيرا وتحضرا نادرا.
*الذهاب فورا لتعزيز مكانة المؤسسة الرسمية تطويرا في التكوين والممارسة.
*دراسة جادة حول دور دولة فلسطين ودور منظمة التحرير التمثيلي، بما فيها الرئاسة والتكوين.
*رسائل رسمية لدولة قطر وغيرها بالكف عن فتح الباب لجماعات التدمير.
*رسالة كاشفة للقاء الخماسي العربي حول استبعاد فلسطين، السبب والهدف.
*اعتبار المؤسسة الرسمية في اجتماع مفتوح لدراسة سبل تطبيق كل ما سبق قرارات وطنية.
دون ذلك، استعدوا لكل ما هو قادم ليس وطنيا.
ملاحظة: إصرار الأمريكان على تمرير مشروع قرارهم لترسيخ إعادة احتلال "مهذب" لقطاع غزة، هو الدعم الأخطر لدولة الفاشية اليهودية.. ودون فيتو روسي او صيني ..جهزوا حقائب السفر الوطني.
تنويه خاص: تلميحات إعلام دولة العدو حول استخدام منزل إعلامي من حماس لوضع "الرهائن" رسالة مركبة المرامي..الحذر واجب والرد الصادق أوجب..ويا ريت بلاش كلام الاستغباء اللي حكاه بعضهم.