بعدما تمكنت قوة من جيش الفاشية اليهودية من استعادة 4 رهائن، على حساب اعدام ما يزيد على 274 فلسطيني من مخيم النصيرات، تصدرت صور نوعا أرغماني المشهد الإعلامي عبريا وأجنبيا، وبدت في قمة صحتها وأناقتها، وكتبت عنها الفنانة الإعلامية الفلسطينية لمى طاطور من داخل الـ 48 الوطن التاريخي، على الإنستغرام معلقة: "هل هكذا تبدو سيدة مختطفة؟ حواجبها مرتبة أكثر من حواجبي، شعرها، اظافرها، هل لهذا السبب يجب أنّ يقتل الأبرياء"؟، كلام دفعت ثمنه طردا من العمل في قناة عبرية خادمة للمشروع الاحتلالي.
طاطور، وصفت بشكل دقيق جدا، دون أي خروج عن الحقيقة، التي شاهدها العالم بأجمع، على مواقع عبرية وهي تتحدث في بث مباشر مع رئيس دولة الكيان العنصري بكل فرح وبهجة، صور خرجت، وهي لم تكن ضمن عملية "تبادل" كي يقال إنها "تمت ما قبل الخروج"، بل جاءت في سياق واحدة من أكبر عمليات الإرهاب التي يسجلها التاريخ الإنساني، ان تقتل وتصيب ما يقارب الألف فلسطيني مقابل 4 رهائن.
تلك الفتاة ذاتها، تحدثت عن ظروف الحجز، وأيضا في وسائل إعلامهم العبري وكذا الأجنبي، حيث كانت تخرج بين حين وآخر للسوق "أو بقايا سوق"، تتجول بين أطلال المخيم، ترى ناسه وأهله، دون أن تشير بكلمة واحدة عن أي تعذيب أو مسا بها، لا جسدي ولا لفظي، ولن ينسى العالم صورة تلك المرأة الرهينة التي خرجت وهي تودع من كان حارسا عليها، وداع "صديق ومحب" فكان خبرا عالميا.
مقابلها، خرج عشرات من أبناء قطاع غزة الذين خطفهم جيش العدو الاحلالي من سجن وأسر، يحملون على أجسادهم كل آثار التعذيب الفاشي، مع بعض عاهات مستديمة، كسر وقطع وتشويه جسدي، وحالة نفسية غير طبيعية جراء حملات التعذيب اليومية، مشاهد يراها العالم بكامله، بل أن مشاهد تعرية مئات منهم لحظات الاعتقال، نشرتها وسائل إعلام غربية بينها الأمريكية، مع تقارير خاصة حول سجن تم افتتاحه قرب القاعدة الأمريكية بمنطقة النقب، وصف بأنه أكثر سجون البشرية جرما، فاق كل سجون الفاشية القديمة، لا زال يضم آلاف من المخطوفين دون إبلاغ أي جهة دولة، يضع أسرهم.
المشهدان، لا يجب ان يبقيا خبرا وينتهي الأمر، في حكاية تلخص بكثافة شديدة جدا الحقيقة السياسية بين شعب يبحث حرية يعامل من لديه رهينة أو أسير ليس بما هو نصا في قانون، بل بما هو نص في الوعي الوطني الفلسطيني، إنسانية خالصة احتراما لمسمى الوطن، فيما تمارس دولة الفاشية المعاصرة كل ما هو متاح عبر وسائل تعذيب تعتقد أنها ستكسر روح الفلسطيني، رغم كل سنوات الفشل التي مر بها سلوكها الإجرامي.
مشاهد الصور بين "رهائن" كانوا في غزة خرجوا بالتبادل أو بإعدام المئات من الفلسطينيين في النصيرات، مقابل مشاهد أسرى خرجوا من معتقلات وسجون دولة العدو، مرفقة بكلمات مختصرة جدا، يمكنها ان تصبح قوة ناعمة لفضح دولة الفاشية المعاصرة سلوكا وثقافة ووعيا، مقابل الفلسطيني تحت الموت والدمار.
بات واجبا على الرسمية الفلسطينية، رغم كل غيابها الكفاحي العام، ونسيانها صفتها ودورها، أن تجند كل إعلامها ومؤسساتها لخدمة حملة "مشاهد مقابل مشاهد" لتكون سلاحا مضافا لسلاح الحقيقة الوطنية في مطاردة العدو الفاشي.
مشاهد "رهائن العدو مقابل أسرى فلسطين" يجب أن تتصدر كل مؤتمرات ونشاطات مطاردة الفاشية اليهودية..ومظاهرات دعم الحق الوطني.