نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ما اعتبرته خططاً للوزير العنصري بتسلئيل سموترتيش لضم الضفة الغربية لإسرائيل دون إعلان رسمي أي بإحكام السيطرة عليها للحيلولة دون أن تقوم الدولة الفلسطينية العتيدة عليها.
سياسة كهذه وإن كان عنوانها سموتريتش فعرّابها بالتأكيد هو بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر الوزراء المتشددين الذين يحمونه ويحمون ائتلافه الحكومي، بمثابة القوة الضاربة لسياساته، مع احتفاظه بهامش مفتعل من خلاف معهم يظن أنه يحميه من الانتقادات الدولية والملاحقات الجنائية.
سموترتيش ليس الإسرائيلي الأول.. الذي دعا وعمل على ابتلاع الضفة بإرغام ملايينها على تفريغها، كي تمتلئ بالمستوطنات، وكي تزال الأرض الصلبة التي ستبنى عليها أساسات الدولة الفلسطينية العتيدة، بل سبقه كثيرون بما في ذلك مسؤولون إسرائيليون عملوا على منع الفلسطينيين من التوالد، فيما عرف بوثيقة كيننج الشهيرة التي تضمنت خططاً عملياتية لتضييق سبل الحياة على الفلسطينيين من أجل مغادرة بلدهم إلى أي مكان.
الحقيقة الأقوى من كل ما يفكر به سموتريتش ونتنياهو وكل الطامعين في الضفة، هي أن أحداً من ملايينها لا يفكر بمغادرة بلده التي هي حياته، فالجسور مفتوحة على مدار الساعة، ورغم كل حملات الإرهاب والتخويف فلا نزوح ولا هروب، كل باقٍ حيث يجب أن يبقى حارساً على بيته وممتلكاته وكرامته التي يهدرها النزوح واللجوء، معتنقاً مبدأ لا كرامة له إلا في وطنه، عداد المواليد والازدياد في ارتفاع عندنا، وعداد النزوح والهرب في ارتفاع عندهم، وهذه الحقيقة تؤكد أن سموتريتش وأمثاله هم الراحلون وأن الضفة هي الباقية وأن الحرية والاستقلال هي الهدف الذي لا رجعة عنه للملايين الفلسطينية.