منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة انتفضت دولة الامارات العربية لتقديم العون لأكثر من ٢ مليون فلسطيني من خلال مجموعة من المؤسسات وبتوجيه من الشيخ محمد بن زايد ، وذلك من خلال واحدة من أكبر عمليات الاغاثة التي شهدها قطاع غزة منذ سنوات طويلة وقد حملت هذه العملية اسم الفارس الشهم ٣.
ليس غريبا على ابناء الشيخ زايد رحمه الله هذه المواقف التي لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة.
غزارة واستمرارية هو ما يمكن وصفه على عملية الدعم للفارس الشهم ، شعر بها كل مواطن في غزة واكاد اجزم ان كل مواطن استفاد بشكل مباشر من هذه المساعدات التي كانت السباقة وربما جاءت قبل وصول مساعدات المؤسسات الدولية .
الأارقام ومجالات الدعم وما قدمته مبادرة الفارس الشهم تشير الى سخاء وكرم ،واستجابة لحاجة المواطنين في قطاع غزة ، الصحية والغذائية والمياه واللبس ، والمخابز ، ودعم القطاع الصحي ، وارسال الوفود الطبية وهنا لابد ان نشير الى ان الوفود الطبية قد تحملوا الضغط والغربة وواجهوا خطر الموت حتى انه لا يصلهم الغذاء منذ اجتياح رفح ، ورغم كل ذلك صامدين وصابرين ،لم يرتعش اي منهم، مؤمنين انهم في مهمة قومية وانسانية اسنادا للفلسطينيين في غزة .
منذ انطلاق مبادرة الفارس الشهم قامت الامارات العربية ومن خلال مجموعة المؤسسات التابعة للدولة وبتوجيه ومتابعة مباشرة من الشبخ محمد بن زايد بتقديم عشرات الالاف من اطنان المساعدات الاغاثية ، وبنت مخابز ومحطات تحلية مياه للشرب ، واستقبلت عشرات الاف المرضى والمصابين ، وقامت بتسهيل سفر المئات من المرضى والمصابين اما الى المستشفى العائم في العريش او مستشفيات دولة الامارات لتلقي العلاج.
خلال الاشهر الماضية ومنذ بدء العدوان ، يواصل الفارس الشهم ٣ بسخاء وقدرة فائقة من خلال قيادة ادارة العمل هنا في غزة رغم ظروف العدوان والنزوح المتكرر لابناء شعبنا ، ورغم حالة عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والجغرافي الوقوف مع المواطنين الفلسطينيين وتقديم كل ما يمكن لاسنادهم .
يجب الاشارة والتذكير أن دولة الامارات لم تقدم يوما دعما مشروطا ، بل ما يقدم من الدولة هو استمرار لمسيرة كرم طويلة بدأها الشيخ زايد ال نهيان رحمه الله ، وورثه عنه ابنائه الذين آمنوا ان الكرم عنوانه الانسانية واعلاء قيمة المساهمة في التخفيف عن المقهورين والمحتاجين، وربما لا يعرف البعض ان الامارات هي من أهم الدولة العربية مساهمة في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين .
الفارس الذي اثبت انه شهما يجوب في شوارع غزة ومؤسساتها ليتحسس حاجة الناس وليبادر قبل الطلب بتقديم المطلوب ، نرى ذلك على مستوى الافراد والمؤسسات ، وانا اسمع وقد سمعت كثيرا من المواطنين وهم يتغنون بما تقدمه دولة الامارات .
ارى ان الامارات قدمت على مدار سنوات مضت ، واثبتت خلال العدوان ارتباطها بنهج ومنهاج اساسه احترام الشعوب واختياراتها ، واجزم ان المرحلة القادمة سيكون للامارات دور سنراه واقعا وبوضوح .