بقصد أو من دون قصد، تجري مناقشة حالة الرئيس دونالد ترامب من زاوية هفوات لفظية تدل على ضعف ظاهر في القدرات الذهنية، ما يجعل من رئاسته للمرة الثانية أمراً مدمراً.
حكاية الرئيس بايدن، ليست حكاية رجل مسن، كثير الهفوات مع أنها في بعض جوانبها كذلك، فهي حكاية أمريكا سواء كانت إدارتها جمهورية أم ديموقراطية، وسواء كان على رأسها جو بايدن المسن والقريب من الخرف، أو دونالد ترامب المسن بدرجة أقل، والأخطر في الفكرة والسلوك من الخرف.
الرؤساء أو المرشحون للرئاسة هم صورة طبق الأصل عن أمريكا في واقعها ونظامها، والاعتبارات التي تتحكم بسياساتها وخصوصاً الخارجية منها.
في عهد ترامب ارتكبت الدولة العظمى أفدح الجرائم السياسية ضد أعداء وأصدقاء أمريكا على حد سواء، وبالنسبة لنا كان الأفدح صفقة القرن، التي أخذت من الجيب الفلسطيني والسوري أهم ما فيه لتمنحه لإسرائيل، ولقد سقطت صفقة القرن لسبب موضوعي هو أنها بالجملة والتفصيل لا فرص لها في التحقق ولو لبند واحد منها.
أمّا في عهد بايدن، الذي رفض الصفقة لدواعي انتخابية، وأغدق الوعود للعرب والفلسطينيين ولأسباب انتخابية أيضا، فقد اختبر أولاً في عدم قدرته أو رغبته في تنفيذ وعوده للفلسطينيين، وقد كانت ثانوية في الأساس ولفظية قبل ذلك، إلى أن وقع في الاختبار الأطول والأوضح، وهو سياسته تجاه الحرب على غزة.
عهدا ترامب وبايدن اللذان سيتكرران بنجاح أي منهما ليكون رئيساً قادماً للولايات المتحدة، أكّدا بالوقائع أن الحكاية ليس من يجلس في البيت الأبيض، وإنما هي حكاية أمريكا نهجاً ونظاماً وثقافةً وسياسة، يضاف إليها عامل أهم هو نحن الفلسطينيين والعرب.