أثارت تصريحات غريبة، لا يمكن أن تكون منطقية، وليس وقتها مهما كانت دوافعها، تفتقد للإحساس بالمسؤولية الوطنية، وتتسم بعدم إدراك للأولويات في وقت يخوض الشعب الفلسطيني وطليعته فصائل المقاومة، من حماس والجهاد والديمقراطية والشعبية وحتى حركة فتح في قطاع غزة معركة وطنية كبرى، لها تداعيات مفتوحة على كل الاحتمالات الإيجابية والسلبية، وهي تحتاج لتكاتف وتعاضد وتحالف، والبحث عن المصالح والرؤى والقواعد المشتركة بين الفصائل والتنظيمات، ضد العدو الواحد الذي لا يُفرق بين فصيل وآخر، بين مقاوم ومدني، بين رجل وامرأة، بين كهل وطفل، فهو يستهدف المدنيين كحاضنة للمقاومة، ويستهدف العامل الديمغرافي السكاني، للتخلص من الشعب الفلسطيني، أو على الأقل لتقليل وتقليص وجودهم على أرض وطنهم.
تصريحات استهدفت حركة حماس من أحدهم تحدث باسم مواقع متقدمة، حرفت الاهتمام عما يجري في قطاع غزة من أثام وجرائم وقتل وتدمير، وامتداد هذا الاجرام والتدمير إلى مخيمات الضفة الفلسطينية في جنين وطولكرم ونابلس، وقد استوجبت الرد والتنديد ليس فقط من قبل الفصائل الفلسطينية، الشعبية وحزب الشعب والديمقراطية وغيرهم، بل وحتى من قبل قيادات فتحاوية في طليعتها عباس زكي عضو اللجنة المركزية مفوض العلاقات العربية، الذي استهجن محاولات "شيطنة حركة حماس"، ووصفها بأنها "تقود حرب كرامة وحرية وعدالة مشروعة لتحرير الوطن". وذهب زكي إلى القول أن "من يكيل التهم لحركة حماس أياً كان، ويبتدع في استهدافها فهو يساعد المستعمرة، وفعله غير مبرر وغير مشروع".
فخري البرغوثي عضو المجلس الثوري لحركة فتح، كان حاداً، ووصف من هاجم حركة حماس:" أنهم دمروا حركة فتح وجعلوها خراباً، وأخرجوها من سياق قيادة الفعل الوطني". وهو يراهن على "أن خروج أسرى فتح من معتقلات الاحتلال لن يقبلوا بالوضع القائم، وسيعملون على تغييره".
فهد سليمان الأمين العام للجبهة الديمقراطية يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات مستقلة، لمواجهة الاستحقاقات السياسية والوطنية، وقطع الطريق على مخططات "اليوم التالي"، وأن ما تشهده الضفة الفلسطينية من أفعال إجرامية مشينة، وعمليات ضم مناطق (ب) إلى مناطق (ج) وفرض الحكم العسكري على مناطق (أ)، وأحكام المستوطنين المتطرفين سيطرتهم على ما تسمى "الإدارة المدنية"، ما يستدعي كما قال: إعلان المشروع الوطني الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير، والشروع في حوار وطني مسؤول، بمشاركة الجميع والكل الفلسطيني، لتشكيل حكومة وفاق وطني من كفاءات مستقلة، مرجعيتها منظمة التحرير، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، تتصدى لكل المشاريع والمخططات المعادية للشعب الفلسطيني".
يخوض الشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة، وفصائله الوطنية معركة وطنية كبرى، ولا يجوز البحث عن المتاعب والمشاكل والخلافات والتباينات الذاتية بين مختلف الأطراف الفلسطينية، وإذا كانت ثمة حاجة للتقييم والتعديل والانتقاد، فهذا ليس الوقت الملائم في جو المعركة التي تحتاج للتماسك والوحدة، لأن الكل مطلوب رأسه، على دفعات، وما قاله نتنياهو أنه ضد حماسستان وفتحستان، ورفضه التعامل مع سلطة رام الله، ومعاقبتها، لهو دليل واضح على خياراته ضد الشعب الفلسطيني برمته، وضد قياداته وتنظيماته مهما حاول البعض الادعاء أنه ضد الكفاح المسلح، والتنصل منه أو عدم ممارسته.
قيادات فتحاوية في طليعتها عباس زكي عضو اللجنة المركزية مفوض العلاقات العربية، الذي استهجن محاولات "شيطنة حركة حماس"، ووصفها بأنها "تقود حرب كرامة وحرية وعدالة مشروعة لتحرير الوطن".