لو طلب نتنياهو من الكنيست قراراً بقول إن الشمس تشرق من الغرب، لحصل عليه بالأغلبية، ذلك لأن الكنيست هو قلعته الأخيرة التي يتحصن بها، ومعه كل من هم على شاكلته من الحلفاء والأدوات، ولقد أثبتت شهور ولايته الحالية، أن لا منجاة له من تراجع شعبيته وتقدم خصومه سوى الكنيست، وإذا كانت فرص إجراء انتخابات مبكرة غير متوفرة حتى الآن، فسوف يستمر نتنياهو في التحكم بالقرارات والمسارات دون عوائق فعلية تذكر.
وضعه في الكنيست يعززه ويسنده وضعه الأفضل في الكونغرس، فبعد أياّم.. سنشاهد حفاوة أمريكية استثنائية بالرجل الذي منعه الديموقراطيون من دخول البيت الأبيض، ليفتح له الجمهوريون الأبواب على مصاريعها، وفي زمن الحملة الانتخابية المسعورة في أمريكا، سيقام مزاد احتفالي به، وسيكون بايدن الجريح أول المحتفلين.
قبل ذهابه إلى الكنيست المفضل "الكونغرس" في واشنطن، استصدر قراراً من "الكنيست المصغر" في إسرائيل، برفض قيام دولة فلسطينية، ولن يجد صعوبة في تفهم واشنطن التي هي في الأساس مع دولة فلسطينية "لفظية" ولا يختلف موقفها الفعلي من الدولة الفلسطينية عن موقفه، بحيث الكلام عن الدولة الفلسطينية للفلسطينيين، والفعل لمنع الدولة لإسرائيل.
الدولة الفلسطينية، لن يقيمها ويمنع اقامتها المجلسان "الكنيست والكونغرس" بل يقيمها الصمود الراسخ لشعبها على أرضها، واستحالة الهدوء والاستقرار في المنطقة من دونها، هذا هو القانون الذي حكم قيام الدول عبر التاريخ والشعب الفلسطيني القوي والمكافح وصاحب الحق ليس استثناءً عن كل الشعوب على مدار التاريخ.