عطفاً على مقال رأي نشرته "لانا نسيبة"، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في صحيفة نيويورك تايمز، والذي يطرح المقال في مفرداته رؤية سياسية وانسانية هامة تتعلق بالشأن الفلسطيني لليوم التالي لما بعد الحرب، وهنا لا بد أن تدرك كافة القيادات الفلسطينية حجم المأساة والمعاناة والنكبة التي أودت بقطاع غزة نتيجة استمرار الحرب والعدوان المتواصل للشهر العاشر على التوالي.
إن إدراك الساسة والمسؤولين الفلسطينيين لا بد أن يكون ضمن رؤية منطقية وموضوعية ومنفتحة على الواقع العام مثل ما قدمته مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية لدولة الإمارات " لانا نسيبة" حيث قدمت في مقالها التوصيف المختصر للمشكلة والحلول ضمن رؤية من السهل والممكن دراستها فلسطينيا والعمل عليها وتطبيقها سياسيا، من أجل المحافظة على الكيان الفلسطيني وطنيا وانسانيا، بسبب كافة الظروف الصعبة المحيطة به، ولكي يلتقط شعبنا الفلسطيني الفرصة الذهبية ضمن حالة تقييم ومراجعة شاملة للواقع الفلسطيني بأكمله، ومعرفة ما له وما عليه، في إطار الحفاظ على الوجود الفلسطيني وانقاذ ما يمكن انقاذه وفق الامكانيات المتاحة وقدر المستطاع.
وتطرح "نسيبة" في مقالها إرسال مهمة دولية مؤقتة تركز على أربع أولويات وهي : الاستجابة الإنسانية، والقانون والنظام، والحكم، وإعادة التوحيد في ظل السلطة الفلسطينية.
إن المقدرة على تنفيذ الأولويات الأربع ضمن إرسال بعثة أممية للإشراف على القطاع ومتابعة التنفيذ هو أمر هام وضروري لضمان الانجاز والتطبيق.
إن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية لدولة الإمارات "لانا نسيبة " قد وضعت الخطوط العريضة لحل من الممكن أن يكتب له النجاح حال تم الموافقة عليه فلسطينيا من أجل تطبيقه على أرض الواقع ، ولاسيما أن الحل الذي قدمته " نسيبه" يصب في مصلحة شعبنا الفلسطيني بأكمله، حيث المعالجة الإنسانية والسياسية لكافة أوضاع شعبنا من بابه إلى محرابه ، وحيث استعادة القانون والدستور ضمن نظام سياسي جديد يتوافق مع الرؤية الإقليمية والعالمية في إطار السلام الشامل والعادل وحل الدولتين من أجل إنهاء الصراع ، والوصول للدولة الفلسطينية المستقلة.
إن كاتبة المقال السفيرة" لانا نسيبة" قد وضعت يدها قبل قلمها على ما هو المطلوب فلسطينيا لليوم التالي من انتهاء الحرب ، حيث طرحت الأفكار التوافقية والمنطقية، من خلال طرح المعالجات الإنسانية والسياسية في إطار الفلسطيني الفلسطيني من جهة ، والفلسطيني العربي من جهة أخرى ، حيث لأ احد ينكر اليوم وبعد انقسام سياسي فلسطيني دام لأكثر من 17 عام ، وبعد الحرب المستمرة للشهر العاشر على التوالي أن الإنسان الفلسطيني يحتاج إلى واقع إنساني جديد يفتح له آفاق الحياة المتجددة عبر الأمل في مستقبل وطن قادم ، وكذلك الواقع السياسي الفلسطيني الجديد الذي لا بد أن يكون عنوانا للمرحلة المقبلة ، حيث الإصلاح والانفتاح وتوسيع الرؤى والآفاق، من أجل الوصول للوفاق والاتفاق، لبناء كيان سياسي فلسطيني برؤية وطنية للمحافظة على حقوق شعبنا ومكتسباته وتطلعاته للوصول لدولة ذات سيادة ومستقلة عبر رؤية سلام شامل وعادل للقضية، من خلال تحفيز كافة الأطراف ذات العلاقة بدعم مسيرة المفاوضات والمباحاثات السلمية برؤية جديدة ،تضمن حصول شعبنا الفلسطيني على حقوقه المشروعة ،ضمن توقيت زمني محدد ومعلوم، وضمن ضمانات دولية وخصوصًا أمريكية لعلاقتها مع إسرائيل ولتأثيرها عليها.
إن المقال الذي جاءت به "لانا نسيبة"، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة ، في صحيفة نيويورك تايمز، من وجهة نظري الخاصة يعبر عن الواقع الفلسطيني وما يحتاجه كافة الفلسطينيين من دعم إنساني متواصل بالمستقبل بسبب الحرب وما خلفته من أضرار جسيمة سواء على المستوى الانساني أو العمراني، ومن ضرورة بناء نظام سياسي فلسطيني يقوم على الإصلاح والانفتاح برؤية شمولية، تكون مظلة وحاضنة للكل الفلسطيني المتطلع لحياة كريمة عنوانها مستقبل يضمن النجاحات والانجازات على كافة المستويات.
إن مقال الرأي التي نشرته "لانا نسيبة"، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، الذي بعنوان: ماهي أولويات التعامل لفترة ما بعد حرب غزة؟، يفتح الآفاق للمبادرة ومعالجة المشكلة وطرح الحلول، ليوم فلسطيني قادم ومأمول بالتوافق والإنجاز والعمل على طريق واقع جديد ومختلف لشعبنا، يحمل في جعبته بشريات مستقبل وطن.
الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على ما تقدمه مساعدات إغاثية وإنسانية والشكر موصول لكافة الأشقاء العرب، ولكافة دول العالم الداعمة للقضية الفلسطينية وعدالتها على طريق الحرية والاستقلال.