هل يمكن أن تقرأ تقريرًا لمنظمة «حقوقية» مشهورة ولا تجد فيه معلومة واحدة صحيحة؟ نعم. حدث هذا مراتٍ فى تقارير منظمات غربية تخدم أجندات سياسية. غير أن التقرير الذى نشرته المنظمة المسماة «هيومان رايتس ووتش» عن هجوم 7 أكتوبر يبزُ غيره فى كم الأكاذيب ونوعها. تفوقت هذه المنظمة على نفسها فى الكذب والتزييف, وهى متفوقةُ أصلاً منذ تقاريرها الأولى عندما كان اسمها «هلسنكى ووتش». وقد غيرت اسمها بعد ذلك لتكون أقدر على الخداع.
ولكن الاسم الأقرب إلى حقيقتها وما يصدر عنها هو «هيومان رايتس هوجواش» Hogwash، أو هَراء حقوق الإنسان. والحق أن هناك كلمات إنجليزية أخرى على الوزن نفسه أكثر تعبيرًا عن حقيقتها، ولكنها إما قاسية جدًا، أو بذيئة تمنعنا أخلاقنا من أن نستخدمها.
والحال أن الهُراء، بمعنى الكلام الفارغ أو الفاسد أو غير المنطقى لأن له معانى أخرى، هو ما يصدر عن هذه المنظمة التى تحصل على تمويلٍ مهول من مانحين كلهم غربيون حسب بياناتها المعلنة. أما تقريرها عن هجوم 7 أكتوبر فهو «نموذجى» فى الهراء، إذ يتضمن معلومات كاذبة ومضللة وأخرى خاطئة وثالثة ناقصة، اعتمادًا على مصادر كلها إسرائيلية بهدف إدانة فصائل المقاومة، التى ذكرت منها تحديدًا كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو على مصطفى وقوات عمر القاسم. واستبعدت فصائل أخرى مثل ألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، وكتائب الأنصار لأن من اعتمدت على أكاذيبهم لا يعرفونها, رغم أن مشاركتها فى الهجوم مُدعمة بأدلةٍ منها مثلاً أن لدى كل منها عددًا من الأسرى.
غير أن الكذبة المركزية فى التقرير هى أن الهجوم استهدف المدنيين، رغم أن هدفه بات معلومًا منذ أشهر طويلة للقاصى قبل الدانى، وهو فرقة غزة ومراكز استخباراتية بينها مقر للوحدة 8200 وغيرها. وهذا علاوة على عدم وجود مدنيين فى التجمع الصهيونى إلا الأطفال تحت 18 سنة، وكبار السن، لأن نظام الاحتياط يشمل الأغلبية رجالاً ونساءً ويجعلهم جنودًا وضباطًا فى الخدمة يمكن استدعاؤهم فى أى لحظة، وهذا موضوعُ آخر نعودُ إليه فى وقت لاحق.