تعرضت البلدة العربية السورية الدرزية المحتلة مجدل شمس على أرض الجولان، تعرضت لمأساة مزدوجة مضاعفة: أولاً فقدت أكثر من عشرة أطفال من أبنائها نتيجة قصف صاروخي، وثانياً لقد تم هذا القصف القاتل من مصدر غير مؤكد، فهل هو نتيجة خطأ بشري أو تقني، أو أنه مقصود من طرف غير صديق بهدف خلط الأوراق، بين العدو والصديق، وتتويه الموقف.
بداية يجب أن يكون واضحاً أن أهالي مجدل شمس هم من المواطنين العرب السوريين، الذين يتمسكون بهويتهم الوطنية السورية، وقوميتهم العربية، ينتمون لطائفة بني معروف الأصلاء، وإيمانهم الديني والمذهبي أنهم من طائفة الموحدين، ولهذا كله رفضوا استلام هوية المستعمرة منذ عام 1967، لا قبل قرار الإلحاق وضم الجولان العربي السوري لخارطة المستعمرة، ولا بعد الضم واعتراف الرئيس الأميركي المهزوم ترامب، أن الجولان جزء من خارطة المستعمرة.
لهذا كله تكلم الشيخ سليم أبو جبل بلسان أهل الجولان ومجدل شمس، وعبر باسمهم عن رفضهم أي فكرة من أي نوع لممارسة الانتقام رداً على ما تعرضوا له من كارثة، وانتقد دون تردد الأصوات الدخيلة من خارج بلدة مجدل شمس، التي حاولت التحدث باسم أهلها وممارسة التحريض.
أهالي الجولان بشكل عام، وأهل مجدل شمس بشكل خاص رفضوا استقبال رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، بل تم استقباله بالاحتجاجات ورفع الشعارات المنددة بسلوكه وسياساته، وخاطبوه عبر يافطاتهم على أنه "المجرم القاتل".
أهل الجولان الذين صمدوا أمام الضغوط والإغراءات، وبقوا متمسكين بهويتهم وقوميتهم، والتزامهم الوطني ورفضهم للاحتلال وسياساته وبرامجه، وإلحاقه وضمه الجولان لخارطة المستعمرة الإسرائيلية، مؤكدين أنهم كانوا ولا زالوا من المواطنين العرب السوريين، يواصلون النضال بصمودهم على أرض وطنهم الجولان المحتل، وأن مأساتهم نتائج القصف لن يدفعهم لتغيير ما هُم له وفيه، أنهم ضد الاحتلال، لن ينحنوا أمامه مهما عظمت الوقائع وقست الظروف.
يتوهم نتنياهو وقادة المستعمرة أن بني معروف يمكن أن يُغيروا أو يتغيروا، أو يمكن التسلل بوجود مسامات من التعددية بين صفوف المجتمع العربي، وأن الفتن يمكن أن تتيح لهم فرصة الانقسام أو التمزق بسبب تعدد الدين أو القومية أو المذهب.
سيتجاوز أهالي وعائلات مجدل شمس المكلومين بفقدان أحبتهم الأبرياء، ويواصلوا حياتهم كما يفعل أهالي قطاع غزة يومياً، حيث تُرتكب الجرائم والتصفيات والقتل والتدمير بحقهم ومعهم، منذ أشهر ولم يغيروا ولن يتغيروا، إنهم شعب عربي فلسطيني أصيل ضد الاحتلال الذي ما زال يواجه الإخفاق حتى الهزيمة.
أهالي مجدل شمس هم من المواطنين العرب السوريين، الذين يتمسكون بهويتهم الوطنية السورية، وقوميتهم العربية، ولهذا كله رفضوا استلام هوية المستعمرة منذ عام 1967