دخلت الحرب المفروضة علينا يومها الثلاثمائة، خساراتنا فيها فادحةٌ ومؤلمة، غير أن هذا ليس كل شيء فيها، فهي الحرب الأكثر تأثيراً على إسرائيل، ولو كانت تدرك أن حصيلتها ما تعيشه الآن، فلربما ترددت في خوضها والمجازفة بإعلان أهدافها.
لم تقدّر قيادة إسرائيل، أن الحرب ستكون الأطول في تاريخها، وستكون خسائرها البشرية أضعاف أضعاف ما حسبت وقدرّت.
وسيكون نزيفها الاقتصادي والتسليحي والمعنوي، أعمق وأكبر بكثير من كل ما نزفت في حروبها السابقة.
وينقسم المجتمع الإسرائيلي أفقياً وعامودياً وفكرياً وعقائدياً وسياسياً، بما لم يصل إليه الانقسام من قبل.
والأدهى وأمر، أنها لا تعرف ما الذي سيكون بعدها، وإلى أين ستصل معاركها واغتيالاتها، ما دام خصومها بازدياد وجبهات قتالها في اتساع.
ثلاثمائة يوم، لا ننكر ولا نتجاهل فداحة خسائرنا فيها، ولكن إذا ما ألقينا نظرة على إسرائيل من داخلها، فإننا نرى أن خسائرها أفدح وهذا ما يقولونه هم في صحافتهم ومظاهراتهم وإعلامهم، ونختار لكم جملة واحدةً تجسد ما نقول.
"إسرائيل على بعد خطوةٍ من الحرب الأهلية" بقلم يوسي كلاين – هآرتس.