الكوفية:سارعت "المنظومة الرسمية العربية، ومعها الاتحاد الأوروبي ودول متعددة إلى إعلان دعمها لما يعرف بـ "البيان الثلاثي" المصري القطري الأمريكي، والصادر يوم الخميس 8 أغسطس 2024، الداعي لضرورة العمل على إنجاز اتفاق التهدئة وتحرير الرهائن في قطاع غزة، والاستعداد لـ "جسر" الاختلافات لتحقيق ذلك.
دون البحث في مضمون البيان، وما ترمي إليه الإدارة الأمريكية من حقيقة نواياها السياسية، والخداع المستمر منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، كونها ليست وسيطا أبدا بل شريكا مركزيا فيها، فلم يمر زمن حتى أعلن وزير خارجيتها "اليهودي" بلينكن، رفع الحظر الذي كانت تنوي اتخاذه تلك الإدارة على فرقة من جيش العدو، والتي ارتكبت جريمة حرب موثقة ضد معتقلين من أبناء قطاع غزة فيما يعرف بسجن "سديه تيمان"، والذي وصفه الإعلام الأمريكي بأنه "غوانتينامو" الجديد.
لم يمض سوى ساعات على الهدية الأمريكية لجيش الفاشية اليهودية، حتى قام بارتكاب واحدة من جرائم العصر ضد مدرسة التابعين بحي الدرج شرق مدينة غزة، مجزرة تضاف إلى سجل مجازره التي فاقت كل ما سبقها في التاريخ الإنساني، بدعم مطلق من الولايات المتحدة، والتي رفعت عنه حظرا ماليا بما يزيد عن 3 مليار دولار لتغطية عمليات شراء الأسلحة التي تستخدم في حرب الإبادة الجماعية.
مجزرة مدرسة التابعين، جاءت بعدما أعلن وزير المال والجيش "ب" في دولة الكيان الشاذ سموتريتش رفضه للبيان الثلاثي، قبل أن تبدأ لحظة الانطلاق، واعتبره محاولة لتقييد مواصلة العمل لقتل مليوني فلسطيني في قطاع غزة وفقا لتصريح ناطق، كل ما كان ردا عليه أمريكيا هو اعتباره غير مساعد.
مجزرة مدرسة التابعين، ليست الأولى، ويبدو لن تكون الأخيرة، لكنها جاءت بتوقيت بعدما أعلنت حكومة الفاشية اليهودية برئاسة نتنياهو موافقتها على إرسال
وفد للتفاوض"، بقائمة شروط تؤدي إلى رفع حماس وتحالفها العسكرية الراية البيضاء والذهاب عراة نحو "معتقل خاص"، وكأنها تعلن مسبقا إن عدم الاستجابة لها سيكون المصير المنتظر هو ذات مصير مدرسة التابعين.
مجزرة مدرسة التابعين، حدثت بدعم كامل من قبل الإدارة الأمريكية وتشجيعها بما قدمت قبل ساعات فقط لحكومة الفاشيين المعاصرين، دليل إثبات أن تلك الإدارة لا تبحث وقفا لحرب الإبادة الجماعية، لكنها تعمل "هوجة سياسية" للحديث عن وقفها كي تجد نفقا لمساعدة بلاد فارس ردا لـ "كرامتها"، التي داسها حذاء عميل موسادي باغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو 2024، كي لا تجد ذاتها مجبرة على مشهد عسكري يطيح بكل "أهدافها" التي حصدت من بدء الحرب العدوانية على قطاع غزة.
مجزرة مدرسة التابعين، رسالة مباشرة إلى الأشقاء في الدول العربية، وخاصة من هم غارقين في ملف البحث عن اتفاق للتهدئة، بأن أمريكا ليست "وسيطا" ولن تكون، وهي الشريك المركزي في حرب الإبادة، ما يفرض على تلك الدول، أن تضع أولا محددات للموقف الأمريكي من الحرب وشورطا عملية لها لو رغبت العمل لوقف الحرب.
مجزرة مدرسة التابعين، رسالة مضافة وتأكيدية لكل من تجاهل رسائل دولة الفاشية اليهودية طوال 10 أشهر، بأن مخاطبتكم البلاغية لها، لن تجدي نفعا بل تدفعهم لمزيد من القيام بارتكاب جرائم حرب إبادية جديدة.
مجزرة مدرسة التابعين، رسالة تذكير للرسمية العربية، إما أن تذهبوا إلى طريق مواجهة حقيقية لدولة الفاشية اليهودية، ووضع ميزان العقوبات على طاولة الفعل الحقيقي، او أن تلموا أوراقكم والافتراق عن عملية لم تقدم لأهل فلسطين عونا بل زادتهم موتا، كي يدركوا أنهم "وحدهم"، فلا مصير سيكون أكثر سوادا مما كان سوادا، ولقطع الطريق على استغلال أهل غزة لترتيبات خاصة بينهم وبين دولة الغزاة، ومصالح تسير من تحت نفق دماء ضحايا حرب لم تجد لها مثيلا.
مجزرة مدرسة التابعين..رسالة بدماء أكثر من 100 شهيد إلى الرئيس محمود عباس، إما أن تعلن ما يجب أن تعلن خطوات تحتفظ بها في درج مكتبك، أو أن تخاطب الشعب بعجزك الكلي عن فعل شي وله حق الاختيار..الصمت خدمة لحرب الإبادة بل وشراكة بها.
مجزرة مدرسة التابعين.. رسالة لاختبار حركة فتح وموقفها، هل لا زالت هي عامود الخيمة الوطنية أو أصابها كسر وشلل..وعندها لتقل بوضوح ابحثوا خيارا غير الخيار الذي اختاره "الختيار" يوما لقيادة ثورة غيرت مجرى التاريخ..ففتح لم تعد هي فتح "أم الجماهير"..
مجزرة مدرسة التابعين...وصمة عار في جبين الرسميات بكل مسمياتها..وصمة عار لكل من لا يقف شاهرا "سيفه متعدد المسميات" مقاتلا فاشية العصر الحديث وخادميها عربا وعجما.