- طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
- إطلاق نار من طائرات الاحتلال المسيرة والزوارق الحربية صوب خيام النازحين بمواصي مدينة رفح
مع مرور 27 يوما على اغتيال فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، أعلن حزب الله شن عملية رد موسعة على منطقة الجليل شمال فلسطين التاريخية، مطلقا ما يقارب 320 صاروخ، وذلك انتقاما لأحد أبرز قياديه ومن سقط معه خلال ذلك العدوان.
قراءة بيان حزب الله الأول، وكذا الثاني لإنهاء العملية الصاروخية "الانتقامية"، لن تجد به كملة ترتبط بالحرب العدوانية على قطاع غزة، وأيضا دون المرور على اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في طهران، رغم تزامن اغتياله مع اغتيال فؤاد شكر، وتلك مسائل لا يمكن اعتبارها "سقطت سهوا"، وخاصة بأن الحديث الفارسي، وكذا أتباعه لا يملون من استخدام فلسطين القضية وقطاع غزة ضحية حرب الإبادة الشاملة.
موضوعيا، يمكن اعتبار أن ما حدث يوم 25 أغسطس 2024، الرسالة الأهم سياسيا إلى فصائل "محور الفرس" في فلسطين، وتحديدا حماس، الجهاد والجبهة الشعبية، بأن القضية التي يعتقدونها "مركزية" لهم، ليس سوى قضية "استخدامية" فيما لم يعد مجهولا لترتيبات إقليمية، يكون لبلاد الفرس بها "حضورا مختلفا" عما كان قبل 7 أكتوبر 2023، وتلك أحد أبرز أهدافهم فيما يفعلون، ويتحركون.
لعل ما قاله وزير خارجية بلاد الفرس عباس عراقجي يوم السبت 24 أغسطس، بعد توليه المنصب الجديد، حول تقديم مبادرة لوقف الحرب في قطاع غزة تأخذ مصالح بلاده بالحسبان، سوى مظهر من مظاهر الترتيبات الإقليمية الجديدة التي تريدها وتعمل لها، توافقا مع الولايات المتحدة، ودون إدارة الظهر لدولة الكيان، ولن يكون هناك أثر لمفهوم "الانتقام" لاغتيال هنية وفقا للمنطق "القبلي" الذي اعتقدته بعض أطراف "محور الوهم" في فلسطين.
دون الذهاب الى "خيال سياسي" ينتظره من عاش في رحلة وهم فريدة، رغم كل شواهد التاريخ المعاصر، وتحديدا ما بعد 1982، فإن بلاد فارس لم تكن فلسطين القضية هي قضيتها، بل عملت بكل أذرعها توافقا مع المشروع التهويدي لتدمير الكيانية الوطنية الفلسطينية الأولى في التاريخ، وكذا تآمرا على المؤسس الخالد ياسر عرفات، وكان تسللها عبر "أنفاق فصائلية" كل بحسابه الخاص، وجها آخر من أوجه التآمر وليس الدعم، وكان ذلك يجتاح إلى "حدث تغييري كبير" لكشف الحقيقة المنقبة التي غطت وجه بلاد فارس.
بعد الحرب العدوانية أكتوبر 2023، كان معلوما لمن ليس غارقا في بحر ظلمات الفكر السياسي، بأن بلاد فارس لن تنخرط أبدا في حرب انتصارية لفلسطين، أو بالأدق لمن قالت عنه "حلفها الغزي"، فتركته يغرق ومعه يغرق قطاع غزة في نكبة هي الأكبر والشمل منذ عام 1948، ليس فقط ما أصابه دمار وتخريبا، بل ما سيكون من نتائج سياسية لصالح المشروع التهويدي الكبير في الضفة والقدس وقطاع غزة، وتأجيل تجسيد الكيانية الأولى لسنوات، وفتح باب الهجرة الأوسع من القطاع إلى خارجها.
ما حدث يوم 25 أغسطس 2024، وبيانات حزب الله حول ما فعله ردا "انتقاميا" (أي كان أثره وتأثيره على الكيان)، الرسالة الأبرز التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن فصائل "المحور الثلاثة"، لتقف وتعيد قراءة النص ليس لغويا بل سياسيا، ومنه أن تدرك يقينا أن "رحلة الوهم السياسي" انتهت، وعليها التقرير الذهاب نحو وعي الوطنية الفلسطينية بداية قد تكون "جدارا واقيا" لمرحلة غدر وعدوان مركب، وبأن تعلم هي قبل غيرها، إن "بيت فلسطين" بكل عوراته وعيوبه يبقى أصل الحكاية وهدفها.
ما حدث يوم 25 أغسطس وبيانات حزب الله، هدية سياسية خاصة لـ فصائل المحور" الثلاثة، (حماس، الجهاد والشعبية) بأن زمن "الخداع الانفصالي" يجب أن ينتهي لو كانت فلسطين هي الهدف الوطني العام.