- طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
- إطلاق نار من طائرات الاحتلال المسيرة والزوارق الحربية صوب خيام النازحين بمواصي مدينة رفح
لو صحت الأخبار حول مصالحة فتحاوية داخلية تُعيد دحلان ومروان البرغوثي وناصر القدوة لمواقعهم القيادية وكل المفصولين الآخرين، فهذه خطوة إيجابية، ولو كانت متأخرة، ولا تقل عنها أهمية إعادة استنهاض وتفعيل منظمة التحرير، ورد الاعتبار لها بعد ثلاثين سنة من التهميش، دون انتظار دخول حماس والجهاد الإسلامي لها، مع تنقية المنظمة مما لحقها من شوائب المتسلقين والانتهازيين، عسى ولعل أن تؤدي هاتان الخطوتان لإنهاء حالة التشرذم في حركة فتح، وإنقاذ المشروع الوطني التحرري من التهديد الوجودي الذي يتعرض له على يد اسرائيل وحليفتها واشنطن.
هذا الحراك نحو المصالحة الفتحاوية مرتبط بالسؤال حول مستقبل غزة بعد وقف الحرب، وبخطاب الرئيس في تركيا حول ذهابه إلى غزة وتشكيل لجنة لهذا الغرض. مع تأييدنا لأية مصالحة فتحاوية داخلية إلا ربطها فقط باحتمال عودة السلطة لغزة والحاجة للتيار الإصلاحي في فتح ذي النفوذ الواضح في غزة في ظل دعم الإمارات العربية له مادياً وسياسياً، قد يؤدي لمنزلقات غير محمودة كفشل المصالحة في حالة منع إسرائيل عودة السلطة لغزة أو الموافقة بشروطها، كما تجاهل خطاب الرئيس وتسريبات حوارات المصالحة الفتحاوية أية إشارة لدور حماس المستقبلي في غزة بعد الحرب !!
في اعتقادنا أن الرئيس لم يقصد الذهاب شخصياً لغزة بل يقصد عودة السلطة التي يترأسها لغزة، وحتى في هذا السياق إسرائيل لن تسمح لا للرئيس ولا لسلطته بدخول غزة إلا في حالة وحيدة، وهي إنهاء دور ووظيفة السلطة في الضفة، ونقلها إلى غزة لتقود سلطة وحكومة غزة، وقد سبق وأن حذرنا من هذه النهاية للسلطة الفلسطينية، وفي هذه الحالة يصبح السؤال عن مستقبل السلطة الفلسطينية في الضفة والقدس بعد الحرب؟
إسرائيل تقبل استمرار سلطة أو نفوذ ما لحركة حماس في غزة بعد كل ما جرى بينهم خلال عشرة أشهر من حرب الإبادة، ولا تقبل أن تمتد سلطة أبو مازن لغزة، لتصبح سلطة واحدة في الضفة وغزة، وتصريحات قادة اليمين الصهيوني بإنهاء وجود السلطة الفلسطينية واضحة ومعلنة، كما هي الممارسات الواقعية والعملية، وما حذر منه قبل أيام رياض المالكي مستشار الرئيس من احتمال قيام إسرائيل بعملية كبرى في الضفة قريبا، لم يأت من فراغ. وما نخشاه أن تكون هذه العملية على شاكلة السور الواقي 2002 وتؤدي لحصار الرئيس أبو مازن في المقاطعة كما جرى مع أبو عمار.
ونُذكر هنا أنه عند محاصرة أبو عمار في المقاطعة بعد اجتياح الضفة عام ٢٠٠٢، حاولت عدة دول إقناع الرئيس بمغادرة الضفة والذهاب لغزة، أو أي دولة يختارها إلا أنه رفض وهو يدرك أن إسرائيل ستقوم بتصفيته إن بقي في المقاطعة، لأنه كان يعلم أنه لو سمحت إسرائيل له بالخروج من الضفة إلى غزة أو أي مكان آخر فلن تسمح له بالعودة لها، ويعلم أن خروجه من الضفة سينهي أو يضعف السلطة فيها وهو ما تريده إسرائيل، وأن ذهابه لغزة يعني العودة إلى ما تريده إسرائيل منذ بداية التسوية (دولة غزة)، وهذا ما قد يحصل مع الرئيس أبو مازن، فقد تسمح له بدخول غزة بوساطات وتدخلات أمريكية ودولية وعربية، ولكنها لن تسمح له بالعودة للضفة الغربية.
ولو كان لي أن أنصح الرئيس لقلت له لا تذهب شخصياً لغزة، إن كان الثمن إنهاء السلطة أو ما تبقى منها في الضفة والقدس، أو يمكن أن يحدث ذلك.
............
إسرائيل تقبل استمرار سلطة أو نفوذ ما لحركة حماس في غزة بعد كل ما جرى بينهم خلال عشرة أشهر من حرب الإبادة، ولا تقبل أن تمتد سلطة أبو مازن لغزة، لتصبح سلطة واحدة في الضفة وغزة.