- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
بات الإعلام الجزائري صوت الأحرار؛ صوت الأسرى الفلسطينيّين ومنبرهم، والمرجعيّة الأولى للدراسات والأبحاث المتخصّصة بالأسرى وحقوق الإنسان. بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى يكتبون من خلف القضبان في شهر حزيران 2019 لاهتمامي بأدب السجون، وفي بداية مشواري وجدت قصّة أسرانا مهمّشة، إضاءة هنا وإضاءة هناك، مجرّد أرقام يتناولها الإعلام من باب رفع العتب، لا غير. تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، تجعله يحلّق ليعانق شمس الحريّة؛ من عتمة الزنازين يرسم الوطن قوس قزح. كما قالت لي الصديقة عائشة عودة ذات لقاء "مبادرتك ولّادة"؛ فمنها انطلقت مبادرة "لكلّ أسير كتاب"، ومبادرة "من كل أسير كتاب"، ومبادرة "أسرى يكتبون" وغيرها. قام الإعلامي خالد صالح-عز الدين والإعلام الجزائري بتغطية النشاطات ونشر ما يُكتب عن الأسرى بشكل دوري ومنها إلى عشرات المواقع وكان لها "أثر الفراشة" ممّا زاد تغطية المبادرة وتعميمها على عشرات آلاف المتابعين الذي بدأوا يهتمّون بقضيّة الأسرى الفلسطينيين وأدب الحرية الفلسطيني، ممّا جعل حروف مبدعينا الأسرى وكتاباتهم تحلّق عبر أسيجة السجون وقضبانها رغم أنف السجّان. كتب الأسير حسام زهدي شاهين: "إن الإنتاج المعرفي لأي أسير بغض النظر عن الجنس الأدبي لهذا الانتاج يعد انتصاراً فعلياً على السجان في ذات اللحظة التي يُبعث فيها ككتاب تتداوله أيدي القراء، ولا أبالغ إذا ما اعتبرت شخصيا أن "رسائل إلى قمر" وغيرها من محاولات إنتاجي الأدبي والفكري بمثابة الجزء الحي مني الذي تسلل إلى الحرية رغماً عن أنف السجان، فشكراً للكتاب الذي تمكن من حسم المواجهة في معادلة الصراع لصالح الجهة المستضعفة فيزيائياً، والأقوى روحياً وفكرياً، وقبلة لكل الأيادي التي احتضنته، والعيون التي تصفحته بمحبة وحنان، فبالمحبة يقوى الأسير وينتصر، وفي الخذلان يضعف وينكسر!". نشر إبداعات الأسرى، والكتابة حولها، شجّع الكثيرين من زملاء الأسر في الكتابة ونشر ما يكتبون، ولذا نشاهد في الآونة الأخيرة ظاهرة نشر محمودة لكتابات الأسر والأسرى، وكل إصدار يتبعه عرس ثقافي في السجن وخارجه، فالأسير يشعر بالحريّة ويشاركه زملاء الأسر فرحته بكلّ ما يُنشر حوله، فصارت الصحافة الجزائرية ملازمة للأسرى في كلّ سجون الاحتلال، يتابعون من خلالها كلّ ما يُكتب ويُنشر حولهم و/أو حول زميلهم، عريس الحدث الثقافي، وكذلك الأمر مع أهله الذين يتداولون كلّ ما يُكتب حوله وكأنّهم به حرًا طليقًا بينهم. لمست من خلال متابعتي الاهتمام الاستثنائي لوسائل الإعلام والصحافة الجزائرية بالملف الفلسطيني بمختلف جوانبه السياسية والدبلوماسية وقضايا الأسرى على وجه الخصوص. تناوُل ملف أسرانا في الإعلام الجزائري شرّع الأبواب وكسر حاجز التعتيم الإعلامي وصار الأمر شرعيًا أن يتناوله الإعلام في العالم، حتى في فلسطين!! وصار هذا الملف الشائك على الساحة بعد أن كان مهمّشًا. كلّ الشكر والتحايا مني ومن الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني للجزائر الشقيق؛ الجزائر التي تضيء عتمة الزنازين في فلسطين؛ شكرًا للصحافة الجزائريّة، وأخص بالذكر جريدة الشعب والإخبارية، الايام نيوز، الوسيط المغاربي، الحياة العربية، القائد نيوز، الشروق، الاوراس، الجديد اليومي، صوت الأحرار، السلام اليوم، الحوار بركة نيوز، وغيرها على منح فضائها لأسرانا في سجون الاحتلال؛ والشكر موصول للصديق خالد عز الدين/ إعلام الأسرى على ما يقوم به من أجل أسرانا وإيصال حروفهم التي كُتبت بالدم لكلّ حدب وصوب.
نعم، من لا يشكر الناس لا يشكر الله.