ما يحدث في غزة..
وما يحدث في الضفة وقلبها القدس...
أثار وبصورة ملحة خطر التهجير، الذي يظل على الأجندة الإسرائيلية كهدف، إن لم يكن شاملاً بتفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها وهذا يبدو مستحيلاً، فليكن بخفض الكثافة الفلسطينية إلى حدودٍ دنيا، تُفقد الشعب الفلسطيني أهم مقومات كفاحه الوطني، نحو الهدف الأساسي الحرية والاستقلال، وحل قضية اللاجئين وفق القوانين والقرارات الدولية.
كون التهجير بنداً ثابتاً على الأجندة الإسرائيلية، وكون الحكومات المتعاقبة في إسرائيل تمارس أفظع ما تستطيع لجعله حقيقة تُفرض على الفلسطيني، إلا أن الفشل الإسرائيلي على هذا الصعيد تثبته الحقائق والأرقام.
الأرقام تشير إلى أن الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، في ازدياد، أما الحقائق فلنبدأ بالأهم.. وهو أن الفلسطيني استفاد كثيراً من اللجوء الذي فُرض عليه في الحروب السابقة. ما عمّق وعيه بأن الحياة والموت على أرض الوطن، هو الخيار الذي يتبناه كل فلسطيني، وهذا يقين يثبته عملياً الصمود الشامل على أرض الوطن، رغم كل ما يفعله الإسرائيليون جيشاً ومستوطنين من جرائم منهجية لم تتوقف يوماً واحداً منذ حزيران 67.
حقيقة أخرى تتصل بما يجري على الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، هي أن خطط التهجير التي تراود معتنقيها من الإسرائيليين، تعني إلحاق ضرر فادح بدولتين عربيتين هما مصر والأردن، بما يعني نشوء معادلة بائسة وشاذة، وهي إذا كان التهجير يخفف على إسرائيل مشاكلها ويريحها بعض الشيء، إلا أنه يفتح مشاكل أفدح من كل ما مضى، وستعاني منه المنطقة بأسرها، فالفلسطينيون ليسوا مجرد عدة آلاف يمكن استيعابهم بمخيمات الإيواء أو حتى بمشاريع التوطين، إنهم الآن يعدون بالملايين وأسسوا جميعاً لحياة كاملة من كل النواحي على أرض وطنهم، ولا ينقصهم والحالة هذه سوى قيام دولتهم واستقلالهم.
الحقيقة الأكيدة. هي أن التهجير وإن ظل بنداً ثابتاً على الأجندة الإسرائيلية، إلا أن مواجهته الفعلية من قبل الملايين الفلسطينية وجوارها العربي، هو الأرض الثابتة التي تجعل منه أمراً مستحيلاً.