اليوم الاربعاء 25 سبتمبر 2024م
عاجل
  • قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال: دخلنا مرحلة جديدة في الحملة ضمن إطار عملية «سهام الشمال»
بالفيديو إصابة ثلاثة إسرائيليين أحدهم بجراح خطيرة في قصف قرب نهارياالكوفية قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال: دخلنا مرحلة جديدة في الحملة ضمن إطار عملية «سهام الشمال»الكوفية الأمم المتحدة للمرأة: 177 ألف من نساء غزة يواجهن مخاطر صحية مهددة للحياةالكوفية تشييع الشهيد يحيى عوض بمخيم الفوار في الخليلالكوفية وقفة تضامنية في نابلس دعما لغزة والمعتقلين في سجون الاحتلالالكوفية الاحتلال يشرع بتدمير البنية التحتية في عدة مناطق في مدينة جنينالكوفية الصحة اللبنانية: 3 شهداء و9 جرحى في حصيلة الغارة على المعيصرةالكوفية تطورات اليوم الـ 355 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على لبنانالكوفية الاحتلال يقتحم جنين ويحاصر مستشفيينالكوفية الاحتلال يجرف 20 دونما ويقتلع 600 شجرة ويهدم منشآت وآبارا زراعية غرب الخليلالكوفية مراسلنا: 5 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية مراسلنا: اندلاع حرائق بين روش بينا ومدينة صفد شمالي إسرائيل وإغلاق الشارع الواصل بينهماالكوفية "الإعلام الحكومي": إرسال الاحتلال 88 جثماناً من مختطفي غزة شبه متحلله جريمة لا إنسانيةالكوفية اعتقال 35 مواطنا بالضفة في حملة واسعة للاحتلالالكوفية مراسلنا: بدء إجلاء آلاف الطلبة من مدارس مدينة جنين ومخيمها عقب اقتحام جيش الاحتلال للمدينةالكوفية مراسلنا: آليات الاحتلال برفقة جرافات تتجه نحو مخيم جنينالكوفية «كأس العالم لكرة الصالات»: فرنسا تنفي مزاعم التلاعب بنتيجة مواجهة إيرانالكوفية عـن الافـتـراق فـي الـوعـيالكوفية الاحتلال يقتحم دير ابزيع وخربثا بني حارث غرب رام اللهالكوفية

الحرب في الشمال: الهروب من صفقة الجنوب

12:12 - 25 سبتمبر - 2024
أشرف العجرمي
الكوفية:

عندما شنت إسرائيل حربها العدوانية البربرية على غزة في أعقاب هجوم حركة «حماس» الشرس على تجمعات غلاف غزة الإسرائيلية، أصبح «حزب الله» وتحالف إيران في المنطقة والمسمى «محور المقاومة» في وضع صعب للغاية. فمن جهة هم لم يكونوا جزءاً من الحرب وربما لم يعلموا أصلاً بهجوم «حماس» قبل وقوعه، ومن جهة أخرى لا يمكنهم التخلي عن «حماس» وتركها وحدها مع فصائل المقاومة الأخرى في غزة تواجه قوات الاحتلال التي بدأت حرب إبادة جماعية في غزة. وكان لا بد من التدخل لإثبات وحدة الجبهات ووحدة أطراف «المحور». فاختار «حزب الله» صيغة للمشاركة في الجهد الحربي من لبنان تحت مسمى «جبهة إسناد» وليس جبهة حرب. وكانت الفكرة من فتح هذه الجبهة هو مشاغلة القوات الإسرائيلية وتخفيف الضغط عن الفصائل في غزة. وكان تبادل إطلاق النار في الشمال عبارة عن عمليات محسوبة تبقي الأمور تحت السيطرة ولا تزيد عن مستوى حرب استنزاف. وقد ربط الحزب هذه العملية بالحرب في غزة.
الحكومة الإسرائيلية كانت طوال الوقت تركز على الحرب في غزة وتتعامل مع الاستنزاف في الشمال باعتباره ليس أولوية ويمكن إبقاؤه في حدود السيطرة طالما أن إيران لا تريد حرباً إقليمية كبيرة. ويبدو أن إسرائيل لم تكن تريد حرباً واسعة طالما هي منغمسة بكثافة في حرب غزة، وجيشها يتنشر بقوات كبيرة هناك. وهي تدرك كذلك أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لا يريدون توسيع نطاق الحرب. ولكن الأمور بدأت في التغير مع وصول الحرب في غزة إلى مستوى المراوحة في المكان. فلم تعد هناك أهداف قابلة للتحقيق مع الاستمرار في هذه الحرب، وخاصة القضاء على «حماس» أو تحرير المحتجزين الإسرائيليين. وبالتالي كان على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو الذهاب إلى صفقة إن كان يريد الإفراج عن الأسرى والمحتجزين مع حركة «حماس». وهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تدفع ثمناً ليس فقط بالإفراج عن أسرى فلسطينيين بأعداد كبيرة ومن ذوي الوزن الثقيل، بل كذلك بالتسليم بإنهاء الحرب دون إنجاز النصر الشامل الذي تحدث عنه نتنياهو، ما قد يقود إلى نهاية الأخير وخروجه من الحلبة السياسية.
ما آلت إليه الحرب في غزة دفع نتنياهو للبحث عن فتح جبهة أخرى، وعملياً الجبهة قائمة على نار مسيطر عليها، لكنها تثقل على إسرائيل بسبب وجود أكثر من 80 ألف إسرائيلي مهجر من منطلقة الشمال. كما أنه لا توجد ضمانة بألا تتحول الجبهة المضبوطة إلى حرب واسعة. ويرى نتنياهو الذي يريد الهروب من استحقاق صفقة التبادل، أن توسيع نطاق الحرب في الشمال فرصة للقضاء على تهديد «حزب الله» من خلال إضعاف قدراته بدرجة كبيرة وفرض معادلة جديدة مع الحزب على الحدود الشمالية. فبعد تجربة «حماس» لم يعد بإمكان إسرائيل الركون إلى وضع يحتمل الانفجار. وفي الحقيقة استغل نتنياهو رغبة الجيش الإسرائيلي في الذهاب شمالاً بعد استنفاد الحرب في غزة، وعدم وجود معارضة إسرائيلية لمعالجة الخطر الذي يمثله «حزب الله» لزيادة وتيرة الحرب على الجبهة اللبنانية. وهذه مغامرة يبدو أنها محسوبة من قبل إسرائيل التي باغتت أجهزتها الحزب بتصفية عدد من قادته العسكريين المؤثرين وبعملية تفجيرات واسعة النطاق في أجهزة الاتصال والأجهزة الإلكترونية التي استخدمها أعضاء وقادة «حزب الله»، ثم عمليات القصف الواسعة التي شملت مختلف مناطق لبنان في الجنوب وبيروت والبقاع.
الحرب على الجبهة الشمالية تتصاعد بصورة كبيرة مع سقوط عدد كبير من اللبنانيين تجاوز الألفين وأربعمائة مواطن بين شهيد وجريح حتى الأمس. وسقوط عدد كبير من الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» والتي وصلت إلى مناطق عكا وحيفا حتى تل أبيب الكبرى بما في ذلك بعض مناطق في الضفة الغربية. وهناك احتمال لتهجير واسع للسكان في الجليل والشمال كما حصلت عمليات نزوح كبيرة للمواطنين في جنوب لبنان نحو الشمال. ويمكن أن تتسع إلى مستوى حرب شاملة، وهذا قد يؤدي إلى انزلاقها لحرب إقليمية. وهناك تهديد إيراني واضح بعدم ترك «حزب الله» لوحده في هذه الحرب، على الرغم من الرسالة المعتدلة التي وجهها الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان في خطابه في الأمم المتحدة الذي قال فيه إن إيران لا تريد الحرب والمواجهة مع أحد. ومن المؤكد أن إيران لن تسمح بسقوط «حزب الله» تماماً بعد الضربة القاصمة التي تعرضت لها حركة «حماس» في قطاع غزة.
من الواضح أن إسرائيل قررت الذهاب نحو تصعيد خطير قد تبدو بدايته معروفة ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بنهايته، خصوصاً وأن «حزب الله» يتوقع أن تتدهور الأمور ويتعرض لضربات موجعة. وبعد ما حصل في غزة لا بد أنه قد أخذ كل الاحتمالات بالحسبان، حتى لو نجحت إسرائيل بعملية اختراق واسعة واستطاعت القضاء على عدد لا يستهان به من قياداته، ولكن الحزب قوي ومتماسك ويحظى بدعم هائل من إيران، وبالتالي أي نقص يمكن أن تعوضه إيران. ويمكن للحرب أن تطول وتتحول إلى حرب مؤلمة ومكلفة لإسرائيل، خاصة إذا لم تستطع إعادة النازحين من الشمال بسرعة إلى بيوتهم كما أعلنت هذا باعتباره هدفاً أساسياً للحرب.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق