القدس المحتلة: يوم بعد يوم تتصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس والمسجد الأقصى، وتزداد وتيرة هدم منازل المقدسيين في حي سلوان وجبل المكبر، وذلك ضمن تنفيذ مخططات وسياسات تهويد مدينة القدس، التي ترتكز بالأساس على هدم منازل المقدسيين في الشقين الغربي والشرقي من القدس المحتلة.
وتتسارع هذه الأيام، في ظل أجواء الدعاية الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية، مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى وزجها في الدعاية الانتخابية من داخل باحات المسجد الأقصى المبارك؛ حيث استغل عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي مثل (يهودا غليك) ووزير الزراعة الإسرائيلي (آوري أرئيل)، اقتحامات الأقصى لبث دعايتهم الانتخابية خلال اقتحام ساحات الأقصى.
وأشار مركز معلومات وادي حلوة في القدس في تقرير له، إلى تصاعد حجم ونوعية الانتهاكات خلال العام المنصرم وعلى اكثر من صعيد حيث هدم المنازل والاعتداء على المقدسات واقتراف جرائم القتل العمد وبدم بارد أدت إلى ارتقاء شهداء وجرحى.
الشهداء
وقال المركز، أن سلطات الاحتلال واصلت عمليات الإعدام الميدانية للفلسطينيين بحجة الاشتباه أو محاولة تنفيذ عمليات طعن، وكان "استخدام السلاح لقتل الفلسطينيين" هو الخيار الأول لجنود الاحتلال، وارتقى خلال العام الماضي 7 شهداء فلسطينيين ارتقى الشاب رياض محمد شماسنة ، والفتاة سماح زهير مبارك 16 عاماً، برصاص الاحتلال على حاجز الزعيم العسكري شرق مدينة القدس، بحجة "محاولتها تنفيذ عملية طعن، و الشاب يوسف وجيه 18 عاما في القدس القديمة، والشهيد المسن موسى أبو ميالة من مخيم شعفاط ، والأسير المحرر محمد سمير عبيد 20 عاماً ، والفتى نسيم مكافح أبو رومي 14 عاما ، والشاب فارس أبو ناب من بلدة سلوان.
وأوضح المركز، أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين ثلاثة شهداء مقدسيين في الثلاجات وهم: جثمان الشهيد مصباح أبو صبيح منذ شهر تشرين أول
2016، جثمان الشهيد فادي القنبر منذ شهر كانون ثاني 2017، وشهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ شهر أيار 2018، ويأتي ذلك مع قرار المحكمة الإسرائيلية العليا الذي صدر شهر أيلول 2019 ويسمح لجيش الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء من أجل مبادلتها مع الجنود الأسرى لدى الفصائل في قطاع غزة.
وفي نهاية شهر تشرين أول 2019 أعلنت نيابة الاحتلال نيتها دفن الشهيدين أبو صبيح والقنبر في مقابر الأرقام، بناء على قرار المحكمة العليا.
انتهاكات الأقصى
وقال مركز المعلومات، أن سلطات الاحتلال عملت بمؤسساتها المختلفة وبدعم حكومي، على فرض سيادتها وسيطرتها على المسجد الأقصى المبارك خلال عام 2019، بإغلاقه ومنع الدخول إليه تارة، والسماح لأعداد غير مسبوقة من المستوطنين باستباحته وأداء الصلاة العلنية فيه تارة أخرى، وحجز الهويات ومنع قوائم من دخول الأقصى فترة اقتحامات المستوطنين ضمن محاولات التقسيم الزمني للأقصى، ناهيك عن محاولات الاحتلال لتقسميه مكانيا بمنع التواجد والصلاة في منطقة مصلى باب الرحمة خلال أوقات الاقتحامات.
وأضاف المركز، أن قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى عدة مرات واعتدت على المصلين ونفذت اعتقالات من ساحاته، وكان أبرز الاعتقالات في أول أيام عيد الأضحى المبارك للسماح للمستوطنين باقتحامه في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وفي الثامن والعشرين من شهر رمضان للسماح للمستوطنين باقتحامه في ما يسمى "توحيد القدس".
ولفت المركز، إلى إغلاق مسجد قبة الصخرة مطلع العام الماضي لعدة ساعات، واغلاقه شهر آذار بتاريخ 12/3/2019 منذ ظهيرة هذا اليوم حتى فجر اليوم التالي، ومنع صلوات "العصر والمغرب والعشاء" فيه، بحجة إضرام النار في مركز الشرطة داخل المسجد الأقصى المبارك بزجاجة حارقة ومفرقعات، واغلاقه بتاريخ 15/8/2019 منذ ساعات العصر حتى بعد العشاء، كذلك في تاريخ 26/9/2019 اغلق لأكثر من ساعة، بحجة محاولة فتى طعن مجندة على بابه.
كما تحدث التقرير عن "هبة باب الرحمة" شهر شباط بعد اغلاق سلطات الاحتلال الباب الحديدي المؤدي إلى مصلى باب الرحمة ووضع الأقفال والسلاسل الحديدية عليه، فكان الرد على ذلك بإعلان الاعتصام المفتوح في الساحة العلوية للمصلى، بتاريخ 18/2/2019 ، واستمر حتى تاريخ 21/2/2019، حين فتح أعضاء مجلس الأوقاف الإسلامي باب المبنى المغلق قبل صلاة ظهر الجمعة الأخيرة من شهر شباط، ولفت التقرير إلى اقتحام الاقصى والاعتداء على المصلين مرتين خلال هذه الفترة وتنفيذ اعتقالات لثنيهم من مواصلة الاعتصام.
الاعتقالات
ورصد مركز معلومات وادي حلوة 2078 حالة اعتقال في مدينة القدس، بينها 94 من الإٍناث بينهن 9 قاصرات، 33 طفلا قاصرا "أقل من 12 عاما- أقل من جيل المسؤولية"، و 489 قاصرا.
وقال المركز، أن بلدة العيسوية شهدت أعلى حالات الاعتقال بـ 775 معتقلا، 363 معتقلا من المسجد الأقصى، 300 من سلوان، 182 من القدس القديمة، ، 124 من مخيم شعفاط وعناتا وحزما وبلدتي بيت حنينا وشعفاط، 91 من الطور، 46 من واد الجوز والصوانة والشيخ جراح، 40 من جبل المكبر، 24 من صور باهر، 5 من كفر عقب، اضافة إلى اعتقالات متفرقة من شوارع مدينة القدس.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن من بين المعتقلين العام الماضي: رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب عقب فتح "مصلى باب الرحمة" وأبعد عن المسجد لمدة 40 يوماً، واستدعاء مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب للتحقيق، واستدعاء رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ونائب مدير أوقاف القدس، واعتقال الشيخ إسماعيل نواهضة امام وخطيب المسجد الأقصى المبارك وإبعاده عن الأقصى، كما تعرض للاعتقال محافظ القدس عدنان غيث 5 مرات، ووزير القدس فادي الهدمي 3 مرات، ومدير مديرية التربية والتعليم الأستاذ سمير جبريل.
وأوضح المركز، أن من بين المعتقلين 21 فتى اعتقلوا خلال توجههم إلى مدارسهم صباحاً أو بعد انتهاء دوامهم المدرسي أثناء توجههم إلى منازلهم، كما اعتقل أحد الطلبة من داخل مدرسته في العيسوية، و 60 حالة اعتقال لموظفي الأوقاف الإسلامية، ومعظهم فرض عليهم الإبعاد عن المسجد الأقصى.
سحب هويات
أصدر وزير الداخلية في حكومة الاحتلال قراراً بسحب هويتيّ الأسيرين المقدسيين اسحق عرفة والمحكوم بالسجن المؤبد و 60 عاماً، ومنير الرجبي المحكوم بالسجن لمدة 20 عاماً.
وأصدرت سلطات قرارات 355 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، و44 قرار إبعاد عن البلدة القديمة، 10 قرارات ابعاد عن مدينة القدس، إضافة إلى قرارات تقضي بمنع السفر لشبان ، ومنع دخول الضفة الغربية، وتراوحت قرارات الابعاد بين 3 أيام – 6 أشهر.
وطالت قرارات الإبعاد عن الأقصى رئيس مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأعضاء من المجلس الإسلامي ونائب مدير أوقاف القدس.
سياسة الهدم
صعدت بلدية الاحتلال من سياسة هدم المنازل والمنشآت التجارية والزراعية في مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص، في وقت تفرض البلدية الشروط التعجيزية والمبالغ الطائلة لإجراءات الترخيص والتي تمتد لسنوات طويلة.
كما أجبرت بلدية الاحتلال المقدسيين على تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأنفسهم، "الهدم الذاتي"، بعد تهديدهم بالسجن الفعلي وفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم لطواقم واليات البلدية وقوات الاحتلال المرافقة لها.
ورصد مركز معلومات وادي حلوة هدم 173 منشأة في مدينة القدس، من ضمنها 51 منشأة هدمت ذاتيا بأيدي أصحابها، وتشمل منشآت قيد الإنشاء: 21 بناية سكنية، 67 منزلا، 1 بركس سكني، 41 بركس مواشي، 6 مخازن، 5 غرف سكنية، 3 أسوار، 19 منشأة تجارية، 2 أساسات منزل، 2 شرفة، 2 كراج، 1 كونتير، 3 غرف.
وكانت أعلى معدلات الهدم شهدتها بلدة جبل المكبر، حيث هدمت 47 منشأة في جبل المكبر، تليها سلوان 42 منشأة، 29 منشأة في صور باهر، 23 في بيت حنينا وشعفاط ومخيم شعفاط، إضافة إلى تنفيذ عمليات هدم في معظم الأحياء الأخرى.
ولفت المركز أن حي وادي الحمص بقرية صور باهر شهد إحدى أكبر عمليات الهدم الجماعية والتهجير في الثاني والعشرين من شهر تموز الماضي بهدم وتدمير 11 منشأة سكنية "معظمها أبنية" بحجة "قربها من الجدار الأمني/ الشارع الأمني".
اعتداءات مستوطنين
تواصلت عام 2019 اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم في مدينة القدس، ورصد مركز المعلومات خط شعارات عنصرية تدعو لقتل العرب وترحيلهم من المدينة وتخريب إطارات مركبات وتحطيم زجاجها ، وأبرزها جرى نهاية العام الماضي بتخريب إطارات ما يزيد عن 150 مركبة وشاحنة في بلدة شعفاط شمال القدس، اضافة إلى اعتداءات مماثلة في منطقة أرض السمار وبلدة بيت حنينا.
وسيطر المستوطنون العام الماضي على منزل عائلة أبو عصب في القدس القديمة، كما سيطروا على بنايتين سكنيتين في القدس القديمة، وعلى عقار مكون من "شقة وأرض ومخزن" لعائلة صيام في بلدة سلوان، وعلى بناية في حي الصوانة.
وقد اختلفت أسباب السيطرة على العقارات، فمنها ما سرب من المالكين ومنها من فقد "حق الحماية" ومنها تعود ملكيته "لحارس أملاك الغائبين".
كما سلمت الجماعات الاستيطانية اخطارات اخلاء وبلاغات قضائية لعائلات في حي الشيخ جراح وفي حي بطن الهوى ووادي حلوة ببلدة سلوان، للسيطرة على عقاراتهم بحجة "ملكية الأرض المقام عليها المنازل، أو من قبل "الصندوق القومي اليهودي".
إغلاق مكاتب مديرة التربية والتعليم وتلفزيون فلسطين