غزة – عدلي أبو طه: تتجول بعدستها بين أزقة مخيمات قطاع غزة، تلتقط الصور لأناس يمارسون طقوس حياتهم اليومية، شغفها بالتصوير بدأ قبل عدة سنوات، وساعدها احترافه على المشاركة في مسابقات عدة، حاصدة 14 جائزة تنوعت بين محلية ودولية.
بداية المشوار
تقول سمر أبو العوف، لـ"الكوفية"، "أعمل مصورة حرة، بدأت مشواري في التصوير قبل عشرة سنوات، باستخدام كاميرا بسيطة غير احترافية، وكنت ألتقط صورًا للحياة اليومية في مخيمات قطاع غزة، ثم عملت على تطوير قدراتي في التصوير من خلال الالتحاق بدورات تدريبية على أيدي مدربين أجانب، إلى أن انتقلت لمجال التصوير الصحفي كنوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي".
وأوضحت، أن أعمالها في التصوير برزت في فترة العدوان على قطاع غزة عام 2012 وعدوان عام 2014.
صورة وحكاية
وتروي المصورة الشابة لـ"الكوفية" حكاية الصورة الفوتوغرافية التي التقطتها بعدستها وشاركت بها في مسابقة "كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي للعام 2019"، قائلة: "التقطت صورة بعنوان (أطفال لا يخشون الظلام)، لطفلة تعيش مع أسرتها في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، كانت تقف في إحدى أزقة المخيم في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتظهر ملامحها وسط ضوءٍ خافت، وتعبر عن الأزمة التي يعيشها سكان قطاع غزة عامة وخصوصًا سكان المخيمات".
وتضيف، الصورة كانت ضمن مشروع جاء بالتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر واستمر العمل عليه مدة 6 أشهر، لمحاكاة حياة المواطنين في قطاع غزة، وفزت بالمركز الثالث على مستوى فلسطين.
صعوبات وتحديات
وعن أبرز ما واجهته من صعوبات قالت "أبوالعوف"، "كانت نظرة المجتمع في بداية ممارستي للتصوير، كيف لفتاة في مقتبل العمر تقتحم هذا المجال كون مهنة التصوير تقتصر نوعًا ما على الذكور، إلا أنني تحديت تلك النظرة، ومع مرور الوقت استطعت التكيف معها، فكوني أهتم بصور الحياة اليومية للناس فهذا ساعدني في التقرب منهم وأتعايش معهم وأعاملهم ويعاملونني بكل محبة، حتى أصبح الأمر أسهل مما كان في البداية".
وتضيف، نقص الكاميرات وارتفاع أسعار المعدات المستخدمة في التصوير وتطوير المهارة كان أيضًا من الصعوبات التي واجهتنى في مشواري مع التصوير، فكنت أضطر أحيانًا لاستخدام معدات بسيطة وأعمل قدر المستطاع لالتقاط صور معبرة.
طموحات وآمال
وتطمح "أبوالعوف"، إلى الاستمرر في مجال عملها ونقل معاناة الناس وحياتهم اليومية كما يعيشونها، من خلال انتمائها للمكان الذي تحب أن تتواجد فيه، داخل قطاع غزة، وأن توصل صورها التي تلتقطها عدستها إلى أكبر عدد ممكن من دول العالم، لتثبت أن قطاع غزة كما فيه معاناة وآلام فيه أيضًا حياة وأمل رغم كل ما يعاني منه السكان من حصار وحروب ودمار.