غزة: أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب لقاء جمعه برئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الإثنين، عزمه طرح خطته المعروفة بصفقة "ترامب _ نتنياهو"، ردود فعل فلسطينية غاضبة على كافة توجهاتهم السياسية.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجتماع سيعقد في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، لبحث سبل وآليات الرد الممكنة على "صفقة ترامب".
من ناحيتها دعت القوى الوطنية في قطاع غزة جماهير شعبنا الفلسطيني إلى المشاركة الواسعة في المسيرة الوطنية الكبرى، تحت عنوان "لن تمر صفقة القرن"
وأوضحت القوى الوطنية في بيان وصل لـ"الكوفية" نسخة عنه، أن التجمع الجماهيري سيبدأ في تمام الساعة 12.30 من ظهر اليوم، بالقرب من مفترق الصناعة، وسط مدينة غزة.
وأشارت إلى أن التجمع سينظم مسيرة غضب من مفترة الصناعة وصولا إلى مفترق أنصار غرب مدينة غزة.
من ناحيتها دعت اللجنة الشعبية للاجئين، إلى وقفات جماهيرية تحت عنوان "تسقط صفقة العار"، وذلك عند الساعة 10:30 صباحا، في كل من دوار النجمة، وسط مدينة رفح، ومخيم النصيرات والشاطئ، ومعسكر جباليا.
من جانبه عزز الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، من إجراءاته الأمنية وتواجده العسكري على المدخل الشمالي لمدينة البيرة "بيت إيل"، وسط الضفة الفلسطينية، تحسبا لخروج مسيرات غضب فلسطينية رافضة لصفقة ترامب.
وبحسب مصادر صحفية وأمنية، شرع جيش الاحتلال بإغلاق طريق قرب مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي مدينة البيرة بالسواتر الترابية، كما أغلق بوابة حديدية على الطريق الواصل بين المدينة ومخيم "الجلزون" للاجئين.
وأكدت المصادر، أن الجيش نصب خياما على تلة قبالة مدينة البيرة، وأطلق منطادا يحمل كاميرات مراقبة.
في ذات السياق أكدت مصادر خاصة لـ"الكوفية" أن وحدة الإرباك الليلي لمسيرات العودة، ستعود إلى فعالياتها إبتداء من مساء اليوم الثلاثاء ردا على "صفقة ترامب".
وأشعل طلاب المدارس في قطاع غزة الاطارات صباح اليوم، بعد تعليق الدراسة، تنديدا ورفضا لصفقة العار.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كشف أن الولايات المتحدة ستنشر خطتها للسلام "صفقة ترامب" في الشرق الأوسط " في الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش، 19:00 بتوقيت القدس المحتلة من مساء اليوم الثلاثاء.
وقال ترامب، خلال لقاء مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، إن البيت الأبيض سينشر خطة السلام التي طال انتظارها، معتبرا أن هذه المبادرة "منطقية جدا بالنسبة إلى الجميع".
وأشار ترامب إلى أن خطته ستعجب كلا من نتنياهو ومنافسه، زعيم تحالف "أزرق-أبيض" المعارض، بيني غانتس.
وتوقع ترامب أن تعجب "الصفقة " أيضا الفلسطينيين لأنها "جيدة بالنسبة لهم" وتصب في مصلحتهم، على حد تعبيره.
ومن جانبها نظمت اللجنة الشعبية للاجئين مخيم رفح، وقفة احتجاجية تحت عنوان "تسقط صفقة القرن".
ورفع المحتجون لافتات وشعارات رافضة لصفقة العار.
وقد دعت اللجنة بالأمس،وبتوجيهات رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، للمشاركة بالوقفة الاحتجاجية تحت عنوان " بالوحدة الوطنية نسقط صفقة القرن التصفوية.
ومن جانبه دعا القائد الوطني محمد دحلان، في رسالة مفتوحة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى العودة إلى ما يوحد الجميع من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال القائد دحلان، في رسالته للرئيس محمود عباس، والتي نشرها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، (أخي أبو مازن)، "نحن قيادة وشعباً، أمام لحظة فارقة من تاريخ قضيتنا، توجب علينا التخلي عن ما يفرقنا والعودة إلى ما يوحدنا لنقف معاً في الدفاع عن شعبنا وحقوقه ومقدساته.
وأضاف، قد نكون جميعاً أمام أهم القرارات المصيرية، لكن وبحكم الواقع فإن مسؤوليتك أكبر وأخطر في مواجهة هذه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية المسماة بصفقة القرن، والتي يظن أصحابها بأن الزمن كفيل بإخضاع شعبنا للقبول بها كأمراً واقعا، لكنهم والله يجهلون معدن شعبنا الحقيقي وصلابته الكفاحية.
وتابع القائد دحلان، نعم كلنا مسؤول، لكن المسؤولية الأولى على عاتقك بكل ما تمتلك من مصادر للقرار، وعيون شعبنا شاخصة إليك بانتظار ما ستتخذ من قرارات ومواقف تجسد كفاح شعبنا الطويل، وتضحيات قوافل شهداء وأسرى ثورتنا المباركة.
ودعا القائد دحلان الى اتخاذ قرارات حاسمة ومواقف واضح، قائلا: "إن شعبنا في انتظار قرارات حاسمة تصبح قاطرة للمواقف العربية والدولية، وبالتالي علينا ودون إبطاء أن نخرج للعالم بمواقف واضحة حاسمة لا تحتمل التأويل، وأقول لك مطمئناً أن بيدك كسر حلقات هذه المؤامرة، وبيدك قلب الطاولة على رؤوس مدبريها، وأقول لك واثقاً بأنك ستجد شعبنا المجيد كله إلى جانبك، فلا تتردد، فليس لنا في جعبتهم إلا سرقة أرضنا، وتدنيس مقدساتنا وتهويدها، وبعثرة حقوقنا في متاهات الزمن.
وتابع دحلان في رسالته للرئيس الفلسطيني، قائلا: الاحتلال والأمريكان يعتقدون، بل يراهنون على أن رد فعلك لن يكون مختلفاً عن المرات السابقة، وبأنك ستكتفي بإصدار بيانات رفض وشجب وإدانة، والدعوة لسلسلة اجتماعات عربية ودولية وهذا حقنا وواجبنا، ولكن يا أخي علينا أولاً تفعيل مخزون قوتنا، واتخاذ قرارات تاريخية حاسمة، ثم نذهب لكل زوايا الأرض مطالبين الاعتراف بشرعية قراراتنا.
وأضاف، "علينا أولاً إعلان قيام دولتنا، دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وفقاً للقرار رقم 67/19 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، نعم نعلنها دولة فلسطينية تحت الاحتلال بديلاً عن كل اتفاقات وتفاهمات وقيود أوسلو، نلغي بموجبها وثيقة الاعتراف المتبادل والتنسيق الأمني، ثم بعد ذلك نعمل بكامل طاقتنا لحمل العالم على الاعتراف بقراراتنا، وتوفير الحماية الدولية اللازمة لشعبنا ولدولتنا المحتلة".
وأكمل القائد دحلان مخاطبا الرئيس بالقول: "أخي أبو مازن"’، قد تكون "أنت اليوم أمام أهم لحظة في حياتك، بل إن كل ما مضى في كفة، وما ستقرره اليوم في الكفة الأثقل، واليوم ليس؛ ولن يكون كأي يوم آخر، فأنت اليوم بحاجة إلى الشعب وبيدك أن تستنهض هممه،وشعبنا سيستجيب لك إن فعلت، وسيكون من المؤسف أن تكون همم الشعب في مكان، وحراك قادته بمكان آخر، ومكانك الطبيعي اليوم في موقع الفعل لا رد الفعل، تذكر وجوه كل أخوتك الشهداء، كل آلام اللاجئين والنازحين، كل أسرانا وجرحانا، انظر جيداً إلى قباب وأسوار القدس،إلى أقصانا وإلى كنائسنا وأجراسها، انظر في عيون أطفالنا، انظر في عيون أحفادك ثم قرر، فإن قررت وكنت مع فلسطين نكون معك ولا شيء سيفرقنا".
وختم القائد دحلان تدوينته قولا: "اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد".