لا قدس لا، لا لقضية اللاجئين، لا دولة حقيقية بل دولة تحت الاحتلال بلا حدود ولا سيادة على ارض او هواء او ماء مع ان خارطتها تشبه الجهاز الهضمي بعنقود من الأمعاء يمتد من جنين الى القدس ثم ينقطع ويمتد الى جنوب الخليل ثم قطعة غزة واخرى منفصلة عن غزة جنوبا على حدود مصر وقطعة ثالثة الى الجنوب ايضا. ومع ذلك سموها حل الدولتين وهو ليس كذلك حتى ترامب تفادى الحديث عنه تفصيلا حتى لا يحرج لأنها ليست الا اجزاء ملفقة ودولة لا تحمل من صفات الدولة الا الإسم او كما قال نتنياهو للمستوطنين دولة بلا جيش هل تسمى دولة والأمن في يدنا.
خطة المستوطنين الترامبية تكافيء الاحتلال ولا تحمله ادنى مسؤولية عن احتلاله بل تمنحه القدس و30 بالمئة من الضفة وتبقي البقية تحت سيطرته وهي أبلغ وصفة سحرية لإستمرار الصراع والقتل والدمار. وجاء الاعلان عنها لأسباب انتخابية، فالحضور إما يهودا او انجيليين صهاينة ومن حضر من عرب جاء مرغما لأنه يعيش الوسواس الايراني الذي تسمنه امريكا وتستخدمه لحلب العرب وارهابهم وهو لا يعي ان الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الاخير عن الأمة في وجه التمدد الصهيوني في المنطقة الموازي للتمدد الايراني. مهرجان انتخابي تبادل فيه الفاسدان نتنياهو وترامب انخاب الدم الفلسطيني واحتفلوا بذبح القضية الفلسطينية. لكننا كفلسطينيين لن نهين او نركع فنحن صامدون ومزاجنا الشعبي يقرر ما يشاء في اللحظة المناسبة فلسنا الا جزء من أمة إن فنينا بقيت أجزاء ولا نعول على المواقف الرسمية المرتجفة. فقدرنا ان نكون أولي بأس شديد صابرين مرابطين حتى قيام الساعة.
يقول الشاعر الجواهري في قصيدته فلسطين الدامية:
سيلحقون فلسطينا بأندلس ويعطفون عليه البيت والحرما
ويسلبونك بغداد وجلقة ويتركونك لا لحما ولا عظما
با أمة لخصوم ضدها احتكمت
كيف ارتضيت خصيما ظالما حكما
بالمدفع استشهدي ان كنت ناطقة
او رمت ان تسمعي من يشتكي الصمما