الكوفية – عمرو طبش: أفراد مصابون بالصرع بينهم مريضة بالقلب، هذا "ليس خيالا، إنما واقعة حقيقية تعيشها عائلة الأسطل داخل منزل متواضع يتواجد فيه 32 فردا غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة".
5 من أشقائه مصابين بمرض
يروي الموطن إبراهيم الأسطل "40 عاما"، لـ"الكوفية" تفاصيل معاناة أسرته المأساوية في مرضهم، قائلا: "5 من أشقائه الشباب والبنات مصابين بمرض الصرع منذ الطفولة، ووالده مصاب بمرضي الصرع وشلل تام لجسده، أما والدته فهي مصابة بمرض القلب المزمن".
ويوضح الأسطل، أن السبب الرئيسي لإصابة أشقائه ووالده بهذا المرض المزمن هو العامل الوراثي بعد زواج والده من ابنة خالته، موضحا: أن نوبات الصرع تداهم أشقاءه ووالده بشكل فجائي بمعدل من أربع إلى ست مرات في الشهر وفي بعض الأحيان تزيد على ذلك، مشيرا إلى أن والدتهم هي من تتعامل معهم بشكل أفضل عندما تفاجئهم نوبة الصرع بالتهدئة وقراءة القران بشكل مستمر.
ويضيف، أعراض مرض الصرع التي تظهر على أشقائه ووالده تكون عبارة عن تشنج كامل في الجسم مع شد الأعصاب بشكل قوي، وآلام شديدة لم يستطيعوا الحركة منها لساعات طويلة، موضحا، أنهم لا يؤذون أحدا عندما تأتيهم الحالة.
معاناة أصعب بعد قطع السلطة لراتب رب الأسرة
ويشير أنه بعد قطع راتب والده في أحداث الانقسام الفلسطيني، زادت معاناتهم وتدهورت إلى الأسوأ، ولا يستطيعون توفير لقمة عيشهم، مبينا أنهم يتقاضون شيك الشؤون الاجتماعية كل أربعة شهور ويذهب إلى سداد الديون والعلاجات.
ويضيف الأسطل لـ"الكوفية"، أن توفيرعلاج أشقائه المرضى بشكل مستمر، باهظ للغاية واستنزف طاقتهم، مما أدى الى تراكم الديون عليهم في الصيدليات والمحلات التجارية بمبلغ يقدر ب 13 ألف دولار.
ويوضح أنه توجه إلى جمعيتي الرحمة وإعمار وأقاربه، ولكن شيئًا لم يجدِ نفعا، ولم ينظر أحد إليهم بعين الرحمة والشفقة.
بحاجة لأدوية كثيرة شهريا
ويقول الأسطل، إن أسرته تحتاج شهريا الى كميات كبيرة من الأدوية منهم "ديبيكيل كرول، لومنال، بانيونتين" وهناك أدوية أخرى، إذ أن والدته تحتاج إلى دواء خاص بها خاصة أنها مريضة بالقلب.
ويطالب المسؤولين وأصحاب القرار بالوقوف عند مسؤولياتهم والنظر بعين الرحمة الى أسرته المريضة التي تعاني بشكل مأساوي بتوفير الأدوية لأشقائه المرضى الذين حالتهم يوم عن يوم تزداد سوء.
تتناول العلاج وتنقطع عنه بسبب الوضع الاقتصادي
وفي السياق ذاته تقول عبير الأسطل، إنها "مصابة بمرض الصرع منذ الطفولة بالوراثة وتتناول العلاج وتنقطع عنه بسبب الوضع الاقتصادي، لكن حالتها لم تتحسن أبدا بل تزداد سوءا".
وتتابع عبير حديثها لـ"الكوفية" قائلة، "أنا بتشنج وبفقد أعصابي بصير أنادي على أخويا أحمد ليساعدني عشانه أحن واحد عليا، وطبعا ماما هيا الوحيدة يلي بتتعامل معنا وبتقرأ علينا قران".
وتطالب عبير أصحاب الخير والقلوب الرحمية بمساعدتهم بتوفير العلاج خاصا علاج والدتها المريضة القلب وانقاذها، وسداد جزءا من الديون المتراكمة عليهم.
نظرة المجتمع للمرضى منبوذة
ورغم ارتفاع حالات الصرع في القطاع لأسباب معروفة وأخرى مجهولة تبقى نظرة المجتمع للمرضى منبوذة وكأن جنا يمسسهم، لذا من الضروري أن تدعم وزارة الصحة الأبحاث العلمية المتخصصة لمعرفة الأسباب الحقيقية والحد منها.