الكوفية:القاهرة – محمد جودة: شهد قطاع غزة في الأيام الماضية موجة من التصعيد عقب قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعدام الشهيد محمد الناعم، والتنكيل بجثته، شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
لجأت الفصائل بالرد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقصف المستوطنات المحيطة بغزة، بعد موجة غضب عارمة أصابت جموع الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أدى إلى رد من قبل دولة الاحتلال، وامتد التصعيد ليومين، قبيل أن يعود الهدوء ليخيم على الأجواء بجهود مصرية وأممية.
تساؤلات عديدة حول مدى تأثير جولة التصعيد الأخيرة على الانتخابات الإسرائيلية، وهل تخدم بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي؟ وهل يعتبر التصعيد العسكري على القطاع الحل الأمثل في ظل تهديدات نتنياهو التي ارتفعت وتيريتها مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية.
جرائم الاحتلال متكررة، وتهديد نتنياهو ووزراء حكومته ورؤساء الأحزاب الإسرائيلية تتوالى ضد الفلسطينيون في الضفة والقدس وعلى الوجه التحديد غزة، قبيل انتخابات الكنيست المزمع اجراءها بعد أسبوع، فهل تخرج تلك التهديدات حيز التنفيذ ؟ أم أن الهدف منها دعاية انتخابية.
غزة وانتخابات الكنيست
وحول تهديدات نتنياهو وقادة الاحتلال لغزة، يرى أكرم عطالله، المحلول المختص بالشأن الإسرائيلي، أن التهديدات على قطاع غزة لها أكثر من هدف، فدائما يقال إن التهديد بالقوة يغني عن استعمال القوة، وبالتالي التهديدات تأتي في سياق الردع الذي يجنب استخدام القوة وأيضًا، هي جزء من الدعاية الانتخابية الآن لهذا يمكن للأحزاب أن تزايد على بعضها.
وأضاف عطالله في حديث خاص لـ"الكوفية"، واضح أنه بموضوع غزة والحرب بجدية عليها ومن من قادة الاحتلال لديه القدرة على ردع غزة "بينت، نتنتياهو، غانتس،"، مشيرا: "جميعهم يتحدثون عن غزة قبيل الانتخابات، ومستحيل أن تشن إسرائيل حربًا اثناء الانتخابات التي لم يبقى لها كثيرًا من الوقت".
وأوضح المحلل السياسي، أن نتنياهو كان واضحًا في لقائه مع روؤساء مستوطنات الجنوب، حيث أكد لهم أنه لا يمكن القيام بعمل عسكري قبل الانتخابات، وبالتالي لا يجوز الحديث عن عمل عسكري، وبعد الانتخابات يمكن الحديث عن تهدئة وأن لم تتحقق يمكن لإسرائيل أن تذهب باتجاه تصعيد جديد.
أموال قطر وتسهيلات لشراء الهدوء – بهدف الانتخابات
وحول الهدوء وتمرير الانتخابات الإسرائيليةـ يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، أن "إسرائيل" معروف منذ أن قررت الانتخابات العام الماضي، كانت تريد شراء الهدوء، "وإذا ربطنا ما بين اللتسهيلات المرتبطة بزيادة مساحة الصيد أو مضاعفة تصاريح العمال والتجار، او (الرواتب التي قدمتها قطر لإسرائيل)، كانت في الأسبوع الثاني الذي قررت فيه إسرائيل موعدًا للانتخابات كان ذلك في نهاية عام 2018 بعد أن قرر الكنيست حل نفسه والذهاب إلى الانتخابات".
وأضاف عطالله، أن "إسرائيل" قررت أن تشتري الانتخابات، وتكررت الانتخابات في إسرائيل، لهذا تكررت التسهيلات التي تقدمها لضمان الهدوء، فهي تريد أن تمرر الانتخابات ولا تريد أن تفتح حربًا اثناء الانتخابات، موضحا،"نعرف أن الحرب يمكن ان تلغي الانتخابات وبالتالي لا تريد أن تسجل على نفسها أن أول مرة تلغى الانتخابات بسبب الحرب وتحديدًا من قوة فلسطينية ".
مؤشرات استطلاع الرأي الإسرائيلية
وحول استطلاعات الرأي الأخيرة والتي أبرزت تقدم حزب أزرق أبيض على منافسه الليكود، قال المحلل السياسي أكرم عطالله، أنه من الواضح أن التوازن في إسرائيل يراوح مكانه، ولم تغير الانتخابات طبيعة التوازنات، مضيفا، "اليمين يريد حكومة لليمين، ولا يريد الشراكة مع غانتس، صحيح أن غانتس يتفوق أزرق أبيض على نتنياهو، ولكن الكتلة الممانعة لغانتس لن تتمكن من تشكيل حكومة، وعلى القائمة العربية عقدة في المنشار".
وأضاف عطالله لـ"الكوفية"، "أزرق أبيض لا يريد إشراك القائمة العربية وليبرمان كذلك، ولا زالت استطلاعات الرأي كما هي وليست مؤشرا على رحيل نتنياهو، الليكود لا زال فيه الكثير ويجند أيضًا الأحزاب القومية والدينية، بمعنى أن نتنياهو لديه أكبر كتلة في الكنيست، كتلة مانعة وكتلة دافعة أيضًا.
الانتخابات لن تغيب "نتنياهو"
وفي ختام حديثه يرى عطالله، بأن نتنياهو لن يرحل بسبب الانتخابات، وأن الانتخابات ستبقي نتنياهو، وأن رحيله مرتبط بالمحاكمات بالملفات الجنائية، التي ستبدأ في الـ17 من مارس/ أذار، بمعنى بعد اسبوعين من الانتخابات.