متابعات: قال مدير مركز تقدم للدراسات في بريطانيا، محمد مشارقة، اليوم الأربعاء، إنه "بعد التصويت غير المسبوق للقائمة المشتركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، يمكن القول إننا على أعتاب مرحلة مفصلية لمراجعة أداء القوى السياسية والاجتماعية والنخب الفكرية، حول مستقبل العمل السياسي داخل إسرائيل التي حسمت هويتها قانونيا أنها دولة اليهود".
وأوضح مشارقة، أن "التصويت للمشتركة، حكمه دوافع سياسية ووجودية تستشعر مخاطر المرحلة على عكس ما يحدث مع نخبة منظمة التحرير والحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية، فالتحولات اليمينية والعنصرية والتي توجت بقانون كامينتس وقانون الدولة اليهودية، أو الحديث الصريح عند إعلان صفقة ترامب، عن تبادل سكان منطقة المثلث والحاقها بمعازل الضفة الفلسطينية، كلها عوامل دفعت حتى اليائسين من جدوى العمل من خلال الكنيست إلى التوحد والتصويت للمشتركة".
وأضاف، "تمثل الوعي أولًا عند الأحزاب الرئيسية التي تعالت على خلافاتها ومناكفاتها الحزبية لمواجهة الخطر العنصري الداهم، وهو ما بعث الثقة لدى الجمهور العربي العفوي الذي شكل هذا المشهد الوحدوي وتجديد الثقة بممثليه للكنيست".
وأكد مشارقة، "لقد فتحت هذه التجربة الرائدة والنتائج الهامة الباب لتطوير صيغ العمل السياسي بإتجاهين الأول: تجاه الارتقاء بعمل لجنة المتابعة واللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية واستيعاب النخب الإجتماعية الجديدة في المجتمع المدني والكفاءات الاكاديمية والثقافية والمهنية لتكون بحق برلمان الأقلية العربية ومركز صناعة القرار دفاعا بقائهم في وطنهم، والإتجاه الثاني أن هذه النتيجة وأمام إختفاء تياري الوسط والمركز في إسرائيل تملي على القوى السياسية العربية مسؤولية إضافية تجاه الجمهور الديمقراطي والليبرالي الإسرائيلي اليهودي، فالمهمة المركزية اليوم هي مهام إسرائيلية داخلية بالدرجة الأولى، لمواجهة الموجة الفاشية المتصاعدة، وإذا ما صحت التقديرات في أن المصوتين اليهود للقائمة العربية المشتركة تجاوز ال ٥٠ ألف صوت، ذلك يدلل على أن ثمة يهود إسرائيليين فقدوا الثقة في نخبتهم السياسية ومستعدين للتفكير خارج صندوق الاجماع القومي والديني المتطرف، فالمسؤولية تقتضي اليوم، إعادة النظر في الخطاب السياسي والممارسة العملية لممثلي الأقلية العربية، فهم إسرائيليون أولا ومهامهم إسرائيلية ، والنضال من اجل المواطنة المتساوية والعدالة وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان يفضي في النهاية الى مواجهة العنصرية الاحتلال ونظام الابارتهايد وجرائمه ضدهم وضد اشقائهم في المناطق المحتلة".