إذا لم ينفذ الرئيس هذه المرة قراراته سوف يفقد الثقة المهتزة أصلا من قبل الفلسطينيين، وسنصبح في حالة صراع داخلى يطيح بالسلم الأهلى نتيجة خداع الرئيس.
بداية نتمنى أن ينفذ الرئيس ما قاله من نقاط هامة جدا تعتبر إنهاءاً لمرحلة أوسلو، وقلباً الطاولة على الإحتلال، والولايات المتحدة، ومخططهما لتصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة الرئيس ترامب.
الموضوع المنتج لحالة الخطاب المكرر، كان صفقة ترامب. التي إنطلقت مع نهاية العام 2017 ، أي مر عليه عامان ونصف، يعني 30 شهرا، ونفذت فيها أهم خطواتها، وهي ضم القدس؛ واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
لم نجد أي خطوات يمكن إعتبارها تصب في خانة الجهوزية للدفاع عن حقوقنا وإفشال الصفقة منثقبل الرئيس، بل كان هناك ضغط وتمزيق لنسيج المجتمع وقطع رواتب ورفض إجراء إنتخابات، ورفض أي خطوة في إتجاه إعادة توحيد الوطن، والأهم ما هو ضروري في هذه اللحظة ويتحدث بصفته ممثلا عنهما المنظمة والدولة، وهو عدم تحويل كل ما يتعلق بالسلطة إلى الدولة التي يتصرف الآن أبو مازن وكأنه فعل وأنجز المطلوب لذلك، وهما شرطان أهملتا عمدا، الأول، إصلاح منظمة التحرير، والثاني، تحويل مؤسسات السلطة أو الحالة الفلسطينبة إلى حالة دولة تحت الإحتلال.
خطاب الرئيس يعني إلغاء أو حل كل ما ترتب على هذا الإتفاق، وهي السلطة، التي تولدت من هذا الإتفاق، ولا يجوز إستمرارها لمرحلة تختلف الآن في الأهداف والآليات، ونقل كل الصلاحيات لمنظمة التحرير لحين إجراء إنتخابات، أو، صيغة توافق إئتلافية للقوى والشخصيات الفلسطينية لقيادة المرحلة القادمة. هذا كان سيمنح عنصر قوة للموقف الفلسطيني، وسيمنح الثقة المفقودة في إعلانات الرئيس التي يتراجع عنها دوما.
إتفاق أوسلو تخلت عنها إسرائيل بعد خمس سنوات أي في العام 1998وتركت إلتزاماتها بإستحقاقات الإتفاق، وذهبت لما هو أبعد من ذلك من مصادرة الأراضي، وإفراغ السلطة من محتواها، والأنكى قررت والولايات المتحدة الضرب بعرض الحائط عملية السلام، وفرضت خطة بديلة للسلام، لا يمكن أن يتحقق معها مشروع الدولتين الذي كان هو أساس عملية السلام.
خطاب الرئيس يعني سحب الأعتراف أولا ويعني وقف التنسيق الأمني ثانيا ويعني قطع العلاقة مع المحتل والولايات المتحدة وكل أشكال التواصل والإتصال، ورابعا يعني أنه نسق مع العرب المهتمين منهم بقضيتنا، وكذلك الإقليم مبكرا لتأمين الدعم السياسي والمالي لتمكين شعبنا من الصمود ، وما جاء في الخطاب يعني أننا أنهينا الإنقسام بديهياً.
ويعني أنه جاء هذا الخطاب يجب أن يكون بعد إنجاز جهوزية المواجهة للفراغ الحادث على صعيد الإدارة الداخلية وعلى صعيد مواجهة المحتل بالمقاومة الشعبية وهي تحتاج حشد شعبي جماهيري بعد تعبئة ومصارحة بالتوجه الجديد في المواجهة وكانت 30 شهر كافية فمتى سيكون ذلك جاهزا؟ هل بعد الضم؟ هل هكذا تدار السياسة؟ ولذلك هناك شكوك في مصداقية الرئيس للمواجهة القادمة إلا إذا مازال يلعب بسيناريو مفاوضات جديدة ولم يكفينا 20 عاما من المفاوضات الفاشلة، ولذلك لم يجهز الجبهة الداخلية ولم يوحدها ولم يجهز الجبهة الخارجية العربية والإقليمية وعينه عالمفاوضات بعدما أضاع كل الأرض وهل نحتاج 20 عام مفاوضات فاشلة أخرى، ولذلك لن ينفذ الرئيس ذلك لعدم القدرة والجاهزية ما يعني أن ما يقوله هو في حقيقته تخريب و إجهاض وإلتفاف لمنع التحرك الشعبي لحماية الحقوق والأرض، بإعتبار أن الرئيس سيحبط خطة ترامب وذغذغ بخطابه أنه سيقوم بالمطلوب.
هذه المواجهة الجديدة تحتاج حل مجلس الوزراء وتشكيل هيئة قيادية جديدة لا تتواصل مع الإحتلال قبل هذا الخطاب لو كان الكلام جدي.
المرحلة التي يتحدث عنها في خطابه تحتاج زمن للتحضير وبعدها يهدد ليكون فعلا جاهز.
ليس هناك خطة ولن يسمح بتحرك الناس للدفاع عن حقوقهم مواصلته إحباط الجمهور منذ الاعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، وليس الآن
لماذ لم يجري انتخابات ولم يكمل مصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني وأين الإعداد منذ طرح الصفقة وهل أمن كل المتطلبات الاستراتيجية لهذه الخطوات أم ستبقى الضفة وغزة أسيرة متطلبات الحياة تتحكم بها وتضغط ضد تحرك الشعب الفلسطيني.
خطاب الرئيس عباس يحمل كثير من الدغدغة السياسية المغرية للجمهور بشعارات لن تتحقق وقيلت مرات ومرات ولم تنفذ، لكن الأخطر هذه المرة أننا أمام غضب جماهيري بشأن قرب تنفيذ ضم المستوطنات والغور ولذلك ألقى هذا الخطاب السبق لتنويم الجمهور وإسأل نفسك ضميريا بعد سماعك الخطاب هل أحسست بأنك جاهز للمواجهة أم أنك ركنت أن الرئيس أخذ موقفا و أن هناك من ريحك وسيدير الأمور عنك، وسيتراجع عما هو مطلوب فعله كما تعود.